سيكون هذا الموضوع بإذن الله موسوعة شاملة للامراض النفسية واسبابها واعراضها وعلاجها واتمنى ان يجد كل شخص فيه فائدة ويكون مرجعا مهما
الفُصام schizophrenia
هو انشطار الشخصية وسُمِّي خطأ انفصام الشخصية . وهو مرض دماغي عصبي يؤدي إلى اضطراب الحالة النفسية كبقية الأمراض النفسية الاخرى ، الا أنه يختلف عنها بحيث يُنظر إليه اجتماعيا على أنه مرض مخيف . وهو إنقسام في فكر المريض نفسه ، بين محتويات فكره وأفعاله ورغباته .
اعراض مرض الفصام :
تخيلات غير طبيعية ،تفكير غير سليم وغير منتظم ، هلوسات ، توهمات ،هياج ، خمول ، قلة الكلام ،فقدان المتعة تجاه أي شيء ، نضوب الافكار ، عدم الرغبة في الاختلاط بالمجتمع .
كما أن مفصَم الشخصية يسمع اصواتاً تتحدث مع بعضها في راسه وهذه الاصوات توجهه لكي يقوم بأفعال معينة .وقد يعتقد بأن الافكار التي تدور في رأسه موجهة إليه من قبل الآخرين . ومن المحتمل أن يتصور نفسه شخصية مهمة ومعروفة أو يعتقد بأن الآخرين يراقبونه ويتجسسون عليه . يحب الإنطواء على نفسه والصمت لاعتقاده بان الآخرين لا يصدقونه . إن دماغه يريه أشياء غير واقعية فيتصرف حسب معطياتها . والخيالات التي يتصورها المريض تتعلق غالبا بشخصيته وثقافته ، فالشخص المتعمق في الادب قد يظن نفسه أنه يتحدث مع شكسبير. كما أن الشخص الذي كان منطقيا (قبل اصابته بالمرض يصبح فارغا غير منطقي ، ويصبح بارد العواطف ،ولا يستطيع التعبيير عن افكاره بسهولة . وقد يقوم بردود افعال في غير مكانها كأن يضحك لدى سماعه أخبارا حزينة او مفجعة .
أسباب مرض الفصام كثيرة منها :
1. اضطراب في وظيفة مركز السيطرة الدماغية الذي يتلقى المعلومات من الخارج ويصنفها ثم يرسلها إلى اقسام الدماغ التي توجه الافكار والعواطف والأفعال .
2. الوراثة : إذا كان احد الوالدين أو الأقارب مصابا بهذا المرض ، فيكون عندئذ لديه الإستعداد للإصابة بالمرض .
3. عوامل كيمائية حيوية : بان يكون للدهنيات الفوسفورية وهرمونات البروستاغلاندين دورا في التسبب بهذا المرض .
4. عوامل فيزيولوجية : مثل التغيرات المصاحبة للبلوغ الجنسي والنضج والحمل والولادة وسن التقاعد، وما يصاحب ذلك من انفعالات شديدة وإخفاق الفرد في مجابهتها .
5. خلل في الجهاز العصبي نتيجة للأمراض والتغيرات العصبية المرضية والجروح في الحوادث او خلل في موجات المخ الكهربائية وضعف وإرهاق الاعصاب .
6. فقدان الحواس مما يؤدي بدوره الى اضطراب التفكير والأوهام والهلوسات .
7. الصراع النفسي من الطفولة الذي ينشط مرة اخرى في مرحلة المراهقة نتيجة لاسباب مرسّبة .
8. إحباطات البيئة ومشاكل الحياة والعوامل والضغوط الاقتصادية ، والفشل في الزواج والخبرات الجنسية الصادمة وما يصاحب ذلك من مشاعر الإحباط والشعور بالإثم وكذلك الرسوب المفاجىء في الإمتحانات والفشل في العمل .
9. العلاقات الاسرية المضطربة ، واضطراب المناخ الاسري والمشاكل العائلية .
هذا المرض قد يظهر في اي عمر كان وهو يصيب كلا الجنسين ، وممكن ان يصيب الاطفال كما الكبار ، ويتصف الطفل المريض بالفصام بالكلام العشوائي والافكار المنحرفة والسلوك العدواني ، الإدراك غير الطبيعي ، فقدان علاقات الصداقة وعدم التآلف مع الغير ، تصورات غير واقعية وافكار خيالية ، قلة الإنتباه والتركيز ، والقيام بحركات وافعال شاذة .
علاج مرض الفصام :
يتطلب مرض الفصام علاجاً طبيا ، وعلاجاً نفسياً، وعلاجاً اجتماعياً.
فالعلاج الطبي يمكن أن يتم خارجياً إلا في بعض الحلات الحادة والمتقدمة، عندها يبقى المريض داخل المستشفى . وفترة العلاج تكون طويلة وتحتاج إلى كثير من الصبر والحنكة . وغالباً ما يلجأ الأطباء إلى العلاج بالصدمات الكهربائية ، التي توقف الهلوسة والخداع الفكري .ومعظم العقاقير المستخدمة في العلاج تولد البرود الجنسي .
والعلاج النفسي يهدف إلى الإهتمام بإزالة أسباب المرض وتخفيف قلق المريض وإعادة ثقته بنفسه، مع الإهتمام بأفراد عائلته المحيطة به وإرشادهم إلى السبل والأساليب لمساعدته .
أما العلاج الاجتماعي ، فيهدف إلى تجنب العزلة مع الإهتمام بإعادة التأهيل والتطبيع الاجتماعي ، إلى جانب دفع المريض للاهتمام بالرياضة والترفيه والموسيقى والهوايات المفيدة . وبذلك يُعاد تاهيل المريض ليصبح كائناً سوياً في المجتمع .
وبإمكان مريض الفصام الزواج غالبا ً، لكن ينصح بعدم الإنجاب مخافة عامل الوراثة .
المرض الثاني الذي سنتحدث عنه في هذه السلسة هو
الإكتئاب Depression
هو هبوط نفسي بالغ الشدة ، يخيل للمرء المصاب به أنه فاشل في كل شيء وغير نافع لأي شيء ، فيداهمه اليأس ويسلبه نشاطه ويفتر همته . وقد يختفي الاكتئاب من تلقاء نفسه ولكنه يتكرر ، والعلاج لدى الطبيب النفسي يخفض من شدته ويقلل من احتمال عودته.
يرى علماء النفس ان للاكتئاب اساسا بيولوجيا ، ويؤكدون حدوث تغيرات فعلية في كيميائية الدماغ متى شعر المكتئب بالحزن والاسى ، فيلاحظ إنخفاضا في الموصلات العصبية الكيميائية الحيوية لتنظيم أمزجة المريض خلال نوبة خطيرة من الاكتئاب .
يمكن تقسيم السلوك الاكتئابي إلى ثلاثة انواع رئيسية يتفرع منها العديد من حالات الإكتئاب . هذه الانواع هي إكتئاب خفيف ، إكتئاب حاد وإكتئاب ذهولي حاد .
عوارض الإكتئاب الخفيف :
لامبالاة تجاه أي أمر ، حزن وعبوس ، تشاؤم ، بطء ذهني وحركي ، بلادة في نظرات العيون ، شعور المكتئب بأنه انسان فاشل ، فقدان الثقة بالنفس ،مزاج دوري ، تعب .
عوارض الإكتئاب الحاد :
إضافة إلى عوارض الإكتئاب البسيط هناك : اضطراب المزاج ، تبدلات في الوزن والقابلية إلى الطعام ، اضطراب نمط النوم ،إحساس بالذنب ، برود جنسي ، تعاسة واضحة على وجه المريض .
عوارض الإكتئاب الذهولي الحاد :
رفض المريض الإختلاط بالغير ، العزلة الشديدة ، شعور بالأسى والقهر واحتقار الذات. يعنِّف نفسه بقسوة ويتهمها بأبشع الصفات ، ويكون مقتنعا أنه سبب المشاكل والمصائب لمن حوله. يبدو في بعض الاحيان شديد التوتر والانفعال ، وفي احيان اخرى لا ينفعل لشيء .
يفقد الشعور بالواقع ، وتظهر عليه هلوسات سمعية ، لكن قدراته الذهنية وذاكرته تظل كما هي. يتمنى الموت أو اللحاق بعزيز سبقه الى الموت وقد يحاول الإنتحار .
كما ان هناك العديد من أنواع الإكتئاب منها : إكتئاب المراهقة ويُنسب لأسباب جنسية حادة ، اكتئاب داخلي المنشأ سببه اضطراب في تكوين الشخصية وبنيتها ، اكتئاب خارجي المنشأ يعود لظروف خارجية ، اكتئاب انفصالي ويأتي عقب انفصال والدي المكتئب ، اكتئاب قهري ، اكتئاب خلقي واكتئاب دوري .
وهناك نوع من الاكتئاب خاص بالنساء وهو الاكتئاب الانتكاسي ، وتصاب به النساء في سن الياس، ويعود سببه للتغيرات الهرمونية المصاحبة لانقطاع الطمث مما يحدث تاثيرا سيئا على معنويات المرأة ، إذ قد تشعر أن السنوات الأجمل في حياتها ولَّت وبانها ما عادت مرغوبة وجذابة ، فتداهمها الافكار اليائسة وتسيطر عليها . وهناك اكتئاب ما بعد الولادة ، إذ كثيرا ما تصاب المرأة بالاكتئاب بعد الولادة ويعود ذلك لاحساسها أنها تجد نفسها مسؤولة عن كيان وحياة طفل .
تفكير المكتئب بنفسه عادة سلبي جدا يبكي على ماضيه ويتشاءم لمستقبله وكل لحظة تمر عليه تغدو عذابا ومعاناة، حتى تسريح شعره يصبح عنده جهدا جسميا وروحيا ، لذا فإنه ياخد بالظهور بمظهر أشعت غير مهندم .
اي علاج للمكتئب يجب أن يبدا بفحص طبي شامل ، فبعض الادوية تسبب الكآبة كمفعول جانبي ، وبعد إجراء الفحص الطبي الشامل تتقرر طبيعة العلاج فإما ان تكون بيولوجية او سيكولوجية ، وإما الاثنان معا وذلك تبعا لنوع الاكتئاب المصاب به الشخص . كما ان التعبير عن الاعجاب بموقف ما قام به مريض الإكتئاب أو الاطراء على عمل ما أدّاه أو إظهار الحب له ، كلها محاولات قد تعود عليه بالفائدة متى قدمت بشكل مقنع ومنطقي ، وقد تخفف من حدة كآبته وترفع من مستوى معنوياته .ومتى كانت حالة المريض متقدمة فلا بد من مراجعة الطبيب النفسي ، إذ هناك حالات خطيرة وصعبة يكون التداوي فيها بالعقاقير المناسبة والجلسات الكهربائية اساس في علاج المريض إلى جانب تفهم وحسن معاملة المحيطين به .
الإكتئاب عند الاطفال:
يطال الاكتئاب جميع مراحل الطفولة ، ولكنها تختلف قليلا في سن المراهقة .
من اعراضه في مراحل الطفولة : العدائية ، الكسل ، المزاج الحاد ، الحزن ، ويعود سبب معظمها لانفصاله عن احد والديه أو كليهما معا .
من اعراضه في مرحلة المراهقة : عدم الاحساس بمباهج الحياة ، الضجر والتبرم ، الشكوى الدائمة ، الحزن ن العصبية .
التخلف العقلي Mental Retardation
التخلف العقلي هو انحطاط واضح في نسبة الذكاء يجعل صاحبه عاجزاً عن التعليم المدرسي وهو صغير، وعن تدبر أموره دون إشراف من الآخرين وهو كبير. وهو درجات متفاوتة ابسطها المغفّل واوسطها الأبله وأشدها المعتوه.
المغفَّل Moron: ويسمى أيضاً "المأفون " و"الأهوك" : تتراوح نسبة ذكاء المغفل بين 50 و 70 عادة ، ويتراوح عمره العقلي بين 7 و10 سنوات . ومن خصائصه العقلية انه غير قادر على متابعة الدراسة في المراحل المدرسية الاولية إلا انه يكون قابلاً للتعلّم ببطء وفي مدرسة خاصة .إذ بامكانه تعلم القراءة والكتابة والحساب البسيط بصعوبة بالغة، ولا يمكنه تجاوز المرحلة الإبتدائية. وهو بإمكانه التحاور بكلام بسيط ويكتسب القدرة على تدبير أموره الأساسية بنفسه كتناول الطعام وارتداء الملابس والتحكم في التبول والتبرز ، وفي القيام ببعض الاعمال النمطية البسيطة دون إشراف كترتيب الاسرّة وشراء الحاجيات البسيطة . كما ان المغفل يمتلك القدرة على القيام بعمل يدوي يكسب عيشه منه في حرفة متواضعة ، إلا انه يبقى بحاجة إلى من يشرف على اموره في هذا المجال،إذ إنه قد يبعثر امواله ويسيء استخدام اوقات فراغه، ومن اليسير إغراء المغفل بالنشل والسرقة وممارسة البغاء (لدى الاناث ) وذلك لسهولة انقياده ونقص بصيرته.
الأبله Imbecile: تتراوح نسبة ذكاء الأبله بين 25 و50 عادة ،ويتراوح عمره العقلي بين 3 و7 سنوات . من خصائصه العقلية المعرفية انه غير قابل للتعليم ، إلا أنه قابل للتدريب تحت الإشراف على بعض المهارات الأولية التي لا تشكل خطرا على حياته. وهو لا يستطيع اعالة نفسه . ولا يستطيع التوافق الاجتماعي ، ويكون غير مسؤول إجتماعياً. ومن الناحية الانفعالية يلاحظ ان الإنفعالات رتيبة واضحة ، فبعضهم يكون مرحاً وبعضهم متوعك المزاج وبعضهم يكون هادئاً وبعضهم غير مستقر وعدواني ومخرب . وقد يلاحظ لديه بعض النقائص الجسمية،كذلك يشيع الصرع والإعاقة العصبيةوالبدنية.
المعتوه Idiot: تقل نسبة ذكاء المعتوه عن 25 عادة. ولا يتجاوز عمره العقلي عن 3 سنوات . ومن خصائصه العقلية انه غير قابل للتعليم او التدريب ولا يستطيع القراءة او الكتابة مطلقا ، ويكاد التفكير يكون معدوماً والكلام غير واضح ، فلغته لا تزيد على بضع مقاطع، هذا إلى أنه لا يستطيع ان يتعلم كيف يأكل بنفسه أو يتحكم في ظبط مثانته وأمعائه. ويحتاج الى رعاية كاملة وإشراف مستمر طوال حياته . وغالبا ما يكون تلف مخ المعتوه كبيراً، وقابليته للإصابة بالأمراض شديدة ولذلك لا يعمّر كثيراً. وهؤلاء يجب وضعهم في مؤسسات خاصة .
وهناك فئة من المتخلفين عقلياً يسمى الواحد منهم ب"المعتوه العاقل" أو "المعتوه النابغ"، تتضح لديه قدرة عقليه او موهبة خارقة في ناحية معينه ، كالقدرة على العزف الموسيقي او الرسم وما شابه،على الرغم من وجود صفات الضعف العقلي فيه،لأن نبوغهم في قدرة معينة يناقض ضعفهم العقلي.
تعود اسباب التخلف العقلي إلى عوامل بيولوجية أو اجتماعية-نفسية تعمل فرادى او مجتمعة .
أولاً : العوامل البيولوجية :
الوراثة:
أ. شذوذ واختلال في الكروموزومات ( الصبغيات) أي ان المتخلف عقلياً لديه 47 كروموزوم بدلا من 46 ، كما هي الحال عند الأفراد الأسوياء .
ب. عيوب تكوينية أو قصور يترتب عليه تلف لأنسجة المخ وإعاقة نموه.
ج. إختلاف الجينات يؤدي إلى قصور في التمثيل الغذائي فيؤثرفي النموالطبيعي للدماغ .
د.تغيرات تطرأ في الجينات أثناء انقسام الخلايا .
فترة تكوين الجنين
أ.تعرّض الجنين في رحم الام إلى أشعة اكس X-Ray تعرضاً زائداً .
ب. نقص في تغذية الجنين .
ج.إصابة الام بالحمّى القرمزية ما يؤدي إلى تلف في مخ الجنين .
د.إصابة الأم باختلال في إفرازات الغدد الصم .
إصابة الأم بالحصبة الالمانية او داء الزهري التناسلي ، أو الأورام العصبية ، او إلتهاب الدماغ أو إلتهاب السحايا.
و. التسمم
ز. اختلاف دم الاب والام ، واختلاف فصيلة دم الجنين عن فصيلة دم الام.
ح.إدمان الأم الحامل للمخدرات والكحول .
ط. المحاولات المتكررة للإجهاض.
3. حوادث الولادة :
أ.نقص الأوكسجين اثناء الولادة العسرة أو الولادة المبسترة ، أي الولادة قبل تمام نمو الجنين .
ب. جرح الراس أثناء الولادة ، أو بعدها .
كل واحدة من هذه الحوادث كفيلة بأن تؤدي إلى تغيرات إنحلالية في خلايا المخ ، وبالتالي غلى تخلف عقلي .
4. بعد الولادة :
أ. نقص شديد في التغذية وكمية الفيتامينات المطلوبة .
ب. الإصابة بتلوث بكتيري -فيروسي، يؤدي إلى إلتهابات مخية.
ج.اضطراب شديد في إفراز الغدد الصماء.
د.إصابة المخ بصدمة او ضربة قوية .
ثانياً: العوامل الإجتماعية - النفسية :
1.الضعف الثقافي-العائلي .
2.البيئة غير السعيدة.
3.المستوى الإجتماعي والاقتصادي والثقافي المنحدر.
4.الفقر،الجهل،المرض،الوساخة.
5.الرعاية الصحية المفقودة والجهل بأهميتها.
6.الحرمان من فرص التعلم والذهاب إلى المدرسة.
الإضطراب الإنفعالي لدى الإطفال في الاُسر المحطمة نفسياً.
8.الجدب العاطفي الذي يعانيه الطفل سواء بوجوده قرب والديه أو كان يتيم الوالدين او أحدهما،أو نشأ في ملجأ أو دار للأيتام .
هذه العوامل فرادى أو مجتمعة تؤدي الى إعاقة نمو الذكاء، هذا إذا كان خاليا من العوامل الوراثية او المشاكل الاخرى التي ورد ذكرها، أما لو اجتمع أحد العوامل البيولوجية إلى جانب واحد أو أكثر من عامل اجتماعي- نفسي فإن ذلك من شأنه أن يؤدي حتما إلى تخلف عقلي .
أعراض التخلف العقلي:
يوجد اربعة أنواع من أعراض التخلف العقلي وليس بالضرورة ان تكون كلها مجتمعة في شخص واحد ، وهي :
الاعراض الجسمية : بطء النمو الجسمي،صغر الحجم والوزن عن العادي،نقص حجم ووزن المخ عن المتوسط،تشوه شكل وتركيب حجم الجمجمةوالفم والاذنين والعينين والأسنان واللسان ، تشوه الاطراف ، بطء النمو الحركي وضعف واضطراب النشاط الجسمي..
الأعراض العقلية المعرفية :بطء معدل النمو العقلي المعرفي ، نقص نسبة الذكاء عن 70 عادة ، عدم توافق وانسجام القدرات ، اضطراب الكلام ، ضعف الذاكرة والانتباه والتركيز والإدراك والتعميم والتخيل والتصور والتفكير والفهم ، ضعف التحصيل ونقص المعلومات والخبرة ، العجز الجزئي أو الكلي عن كسب القوت وعن المحافظة على الحياة .
3. الأعراض الانفعالية : التقلب والاضطراب الانفعالي ، بطء الانفعال وغرابته ، سرعة التأثر ، عدم اكتمال نمو وتهذيب الانفعالات، قرب ردود الافعال من المستوى البدائي، جمود ورتابة السلوك .
4. الأعراض الاجتماعية:صعوبة التوافق الاجتماعي، اضطراب التفاعل الإجتماعي، نقص الميول والاهتمامات ، الإنسحاب والعدوان،عدم تحمل المسؤولية، مغايرة المعايير الاجتماعية، اضطراب مفهوم الذات ، الميل الى مشاركة الأصغر سنا في النشاط الاجتماعي .
الصور الشكلية للمتخلف عقليا : يوجد الطراز المنغولي والطراز القصاعي .
. الطراز المنغولي Mongolism: هي حالة متفاقمة من ضعف العقل تتميز بملامح جسمية معينة، منها عينان ضيقتان لهما جفون تنحدر تجاه أنف أفطس قصير، اما الوجه فمسطح مكوّر تحف به أذنان صغيرتان وفم صغير ذو شفتين غليظتين. هذا الطراز الاكثر شيوعاً بين الاطفال الذين يولدون لامهات كبار في السن منه بين مَن يولدون لأمهات صغار.
الطراز القصاعي Cretinism: هي حالة من تخلف العقل تتميز بعجز في كل من النمو الجسمي والنمو العقلي .فالنمو الجسمي بطيء مضطرب والقامة قصيرة والبطن بارز والمشية متثاقلة. خامل بليد ، لا يوجد تناسب بين أعضاء الجسم . أما النمو العقلي فلا تتجاوز نسبة الذكاء لديه 50 عادة، وهو يرجع الى عجز الغدة الدرقية عن إفراز هرمونها وهو التروكسين .
علاج التخلف العقلي :
يُلاحظ ان فئة المأفونين هم الذين يستفيدون بدرجة اكبر من الوسائل العلاجية، يليهم في درجة الاستفادة البلهاء . اما المعتوهون فهم أقل الفئات استفادة.وهناك أربعة اتجاهات رئيسية لعلاجهم، وهي :
1. العلاج الطبي: يتم علاج حالات خلل الغدد الصماء ، واتباع نظام غذائي خاص واستخدام الادوية المدئة للتحكم في السلوك المضطرب والنشاط الزائد، وتنمية الوعي الصحي واكتساب العادات الصحية السليمة .2] . العلاج النفسي : ويشمل التوجيه والارشاد للوالدين ومساعدتهما نفسياً في تحمل المشكلة والقيام بمسؤولياتهما تجاهها وقائياً وعلاجياً، تنمية مفهوم موجب للذات ومساعدة الطفل على تقبل ذاته، تعديل أوجه الترويح والنشاط المهني والعلاقات الإجتماعية بما يضمن تحقيق الأمن الإنفعالي والتوافق النفسي السوي.
3.العلاج الاجتماعي: ويتضمن الإشراف العلمي المتخصص على عملية التنشئة الاجتماعية للطفل حسب امكاناته وقدراته، تعليمه وإكسابه المهارات اللازمة للقيام بالأعمال اليومية وتنمية ميوله وتهذيب اخلاقه، التدريب على السلوك الاجتماعي السوي المقبول، مساعدته على الحفاظ على حياته وحمايته من إستغلال الآخرين، وإيوائه اذا استدعى الأمر في احدى المؤسسات الخاصة حسب حالته.
العلاج التربوي: ويشمل إعادة تربية الطفل بأساليب تربوية خاصة تمكن من استثمار ذكائه المحدود وطاقاته وإمكاناته المتواضعة بأفضل طريقة ممكنة، وتعليمه المبادىء الأساسية البسيطة للمعرفة، وإعداده مهنيا ومساعدته على القيام بأي عمل مفيد يكسب منه قوته بما يحقق له التوافق الاقتصادي .
مصير المتخلف عقليا:المأفونين يستطيعون ان يحيوا حياة مفيدة منتجة إذا ما تلقوا الرعاية والتعليم والتدريب المناسب، ليعملوا أعمالا بسيطة روتينية تكرارية.أما البلهاء فيمكن تدريبهم على العادات الروتينية الضرورية للحياة، ونسبة النجاح معهم متوسطة.اما المعتوهون فمآلهم غير حميد ويظلون عبئاً على المجتمع طوال حياتهم .
العُصاب Neurosis
العصاب هو اضطراب وظيفي في الشخصية تجعل حياة الانسان اقل سعادة، ولا رابط بينه وبين الأعصاب،فهو لا يتضمن اي نوع من الاضطراب التشريحي أو الفزيولوجي في الجهاز العصبي،بل هو اضطراب وظيفي دينامي انفعالي نفسي المنشأ يظهر في الأعراض العصابية. وهناك فرق بين العصاب والمرض العصبي، حيث المرض العصبي اضطراب جسمي ينشأ عن تلف عضوي يصيب الجهاز العصبي مثل الشلل النصفي والصرع.
تصنيفه :
1. العصاب الحقيقي True neurosis الذي ينتج عن " السموم الجنسية" التي تخلفها الطاقة الجنسية المخزونة.
2. العصاب النفسي Psychoneurosis وهو نفسي المنشأ .
3. أنواع مختلفة مثل عصاب الحرب، وعصاب القلق، وعصاب الوسواس والقهر،وعصاب الهستيريا،وعصاب الاكتئاب، وعصاب التفكك.
مدى حدوثه
الاضطرابات العصابية هي أكثر الاضطرابات النفسية حدوثاً.وهناك الكثير من الناس ليهم اضطرابات عصابية ترافقهم طوال حياتهم ولا يفكرون في استشارة الطبيب النفسي. وهو موجود في كافة الطبقات الاجتماعية ويصيب الإناث اكثر من الذكور.
وكثيراً ما يخشى مرضى العصاب أن يتحول مرضهم الى الذهان، وعلى الرغم من أن هناك بعض الآراء التي تفترض ان العصاب ما هو الإ مرحلة مبكرة للذهان إلا ان راي الطب الحديث يتفق على أنهما فئتان منفصلتان لا رابط بينهما .
الشخصية العصابية :
تتسم الشخصية العصابية بعدد من الخصائص اهمها : نقص النضج، عدم الكفاءة،عدم تحمل الضغوط،التقليل من شأن الذات ، القلق، الخوف، التوتر، الأنانية،نقص البصيرة،اضطراب العلاقات الاجتماعية، عدم الرضاوالسعادة،والحساسية النفسية خاصة في مواقف النقد والاحباط.
والشخصية العصابية تؤدي بصاحبها الى سوء التوافق النفسي، مما يؤثر تأثيرا سيئاً على قدرة الشخص على ممارسة حياة طبيعية مفيدة ويعوقه عن أداء واجبه كاملاً، ويعوقه عن الإستمتاع بالحياة.
ورغم ذلك، فالسلوك العام للمريض يظل في حدود العادي، فهو يحافظ على مظهره العام ويهتم بنفسه وببيئته ويشعر بمرضه ويعترف به ويرغب في العلاج والشفاء ويتعاون مع المعالج.
أسبابه:
1. مشاكل الحياة منذ الطفولة وعبر المراهقة وأثناء الرشد وحتى الشيخوخة، خاصة المشاكل والصدمات التي تعمقت جذورها منذ الطفولة بسبب اضطراب العلاقات بين الوالدين والطفل والحرمان والخوف والعدوان وعم حل هذه المشاكل.
2.تعليب الصراع بين الدوافع الشعورية واللاشعورية أو بين الرغبات والحاجات المتعارضة، وتعليب الإحباط والكبت والتوتر الداخلي وضعف دفاعات الشخصية ضد الصراعات المختلفة.
3. البيئة المنزليةوالاجتماعية.
4.الحساسية الزائدة لدى الفرد تجاه نفسه وتجاه الاخرين .
اعراضه:
1. القلق الظاهر او الخفي والخوف والشعور بعدم الامن، التوتر، المبالغة في ردود الفعل السلوكية، عدم النضج الانفعالي، الاعتماد على الآخرين،محاولة لفت الأنظار، والشعور بعدم السعادة والحزن والأكتئاب.
2. بعض الاضطرابات الجسمية المصاحبة نفسية المنشأ.
3. الجمود والسلوك التكرار وقصور الحيل الدفاعية والأساليب التوافقية والسلوك ذو الدافع اللاشعوري.
4. اضطراب التفكير والفهم بدرجة بسيطة، عدم القدرة على الأداء الوظيفي الكامل، نقص الإنجاز وعدم القدرة على استغلال الطاقات إلى الحد الاقصى، وعدم القدرة على تحقيق الاهداف.
علاج العصاب :
يجب أن يهدف علاج العصاب إلى شفاء الفرد من العصاب أولا و إعادة تنظيم الشخصية كهدف طويل الأمد . وأهم طرق علاج العصاب :
العلاج النفسي هو العلاج الفعال ، ويأتي على رأس القائمة التحليل النفسي ، والعلاج النفسي التدعيمي ، و العلاج النفسي المركز حول العميل ، والعلاج السلوكي ، و العلاج الأساسي هو حل مشكلات المريض .
العلاج النفسي الجماعي ، و العلاج الاجتماعي و علاج النقل البيئي .
العلاج الطبي بالأدوية ( خاصة المهدئات ) وباستخدام الصدمات ( الأنسولين و الكهرباء ) و علاج الأعراض .
الذُهان Psychosis
هو اضطراب عقلي خطير، يؤدي بصاحبه إلى تعطيل إدراكه واستيعابه وذاكرته وعجزه عن رعاية نفسه، أي الى إلى الجنون، كما يصيب الشخصية والسلوك بالتفكك والاضطراب ،لذا يمنع المذهون ان تكون له علاقة بالآخرين، وهو لا يعي أنه مريض فهو فاقد الاستبصار، وتأتيه هلوسات وهذاءات
والذهان نوعان : ذهان عضوي وذهان نفسي :
1.الذهان العضوي: وهو مرتبط بتلف في المخ او الضمور في انسجته نتيجة مرض أو حادث، ومن ذلك الذهان الكحولي بسبب إدمان الكحول،والذهان الإنسمامي بسبب إدمان العقاقير، وذهان تصلب شرايين المخ، وذهان زهري الجهاز العصبي المركزي،وذهان الالتهاب السحائي، وذهان الشلل العام ، وكلها اضطرابات عقلية تترتب على امراض عضوية معينة ذاتية المنشأ أو سببها التلوث الجرثومي، وذهان النفاس والذهان الحملي ويحدثان خلال الحمل أو عند الولادة، وذهان الحمى، وذهان المجاعات بسبب الاضطرابات الغذائية، وذهان اضطرابات الغدد الصماء وذهان الاضطرابات الأيضية.
2. الذهان النفسي: اي ان منشأه امراض الفُصام والهذاء والهوس. ومن أنماطه ذهان الاكتئاب والذهان التفاعلي ، وذهان المواقف وذهان سن اليأس والمسمى بالذهان الانتكاسي.والمذهون النفسي تتناقص صلته بالعالم الواقعي حتى أنه يعيش في دنيا خاصة به وكأنه يحلم ، وفي الحالات الشديدة قد يشمل التدهور كل الشخصية.
وقد أجريت العديد من الدراسات حول الذهان فتبين ما يلي:
1. إن الإناث المصابات بذهان الهوس الاكتئابي والذهان الانتكاسي وذهان الشيخوخة أكثر عدداً من الذكور.
2. نسبة إصابة المتعلمين والأذكياء والموهوبين أكثر من غيرهم.
3. احتمالات الإصابة به بين المتزوجين أقل منها بين غير المتزوجين أو الأرامل أو المطلقات.
4. إن أهل المدن أكثر اصابة بالذهان من أهل الريف بنسبة الضعف.
5. إن أصحاب المهن الوضيعة والمداخيل المتدنية أكثر إصابة من اصحاب المهن المرموقة والمجتمعات الراقية.
6. لم يتبين أن للاضطرابات الذهنية علاقة بالوراثة، ولكن من المحتمل أن للجينات المتحولة Mutant genes وظروف البيئة الاولى علاقة ما .
7. تزيد نسبة الاصابة بالذهان في المجتمعات المتحضرة والصناعية عنها في غيرها من المجتمعات .
أعراض الذهان :
1. اضطراب النشاط الحركي، فإما يبدو على المريض البطء والجمود والحركات الشاذة، وإما يبدو عليه زيادة في النشاط وعدم الاستقرار والهياج والتخريب.
2. تأخر الوظائف العقلية،اضطراب التفكير فتظهر غير مترابطة مشتتة. وتتشكل الاوهام مثل اوهام العظمة او الاضطهاد أو الإثم أو الإنعدام. ويظهر اضطراب الفهم بشدة، واضطراب الذاكرة والإدراك مع وجود هلوسات بأنواعها
البصرية والسمعية والشمية والذوقية واللمسية والجنسية. ويلاحظ اضطراب الكلام وعدم تماسكه وترابطه ولا منطقيته،واضطراب مجراه فقد يكون سريعاً أو بطيئاً أو متقطعاً، واضطراب محتواه حتى ليصبح في بعض الأحيان وكأنه
لغة جديدة خاصة. وأحيانا يكون هناك انفصال كامل عن الواقع. وعدم استبصار المريض بمرضه يجعله لا يسعى للعلاج ولا يتعاون معه وقد يرفضه.3. اضطراب الانفعال: فيبدو على المريض التوتر والتبلد وعدم الثبات الانفعالي والتناقض الوجداني والخوف والقلق ومشاعر الذنب الحادة. وقد تراود المريض فكرة الانتحار .
4. اضطراب السلوك بشكل واضح فيبدو شاذاً نمطياً انسحابياً، واكتساب عادات وتقاليد وسلوك تختلف وتبتعد عن طبيعة الفرد.
اسباب الذهان :
1.الاستعداد الوراثي المُهَيّأ إذا توافرت العوامل البيئية المسببة للذهان .
2. العوامل العصبية والأمراض مثل التهاب وجروح وأورام المخ، والجهاز العصبي المركزي والزهري والتسمم وأمراض الأوعية الدموية والدماغ كالنزيف وتصلب الشرايين.
3. الصراعات النفسية والإحباطات والتوترات النفسية الشديدة ، وانهيار وسائل الدفاع النفسي أمام هذه الصراعات والاحباطات .
4. الصدمات النفسية المبكرة والمشاكل الانفعالية في الطفولة.
5. الاضطرابات الاجتماعية وانعدام الأمن وأساليب التنشئة الخاطئة في الأسرة مثل الرفض والتسلط والحماية الزائدة.
علاج الذهان :
الذهان مرض خطير، ولا يمكن معالجته إلا داخل مستشفى الامراض النفسية والعصبية. وفي الحالات المبكرة فإن الامل بالتحسن كبير ، الا أن النكسات محتملة، وفي حال تأخر العلاج فالتدهور والنكسات هي النيجة، إذ أن الذهان
يتلف المخ، وتعتبر الذهانات الفصامية والهذائية أكثر أنواع الذهانات النفسية مقاومة للعلاج .
وساتحدث ان شاء الرحمن في مشاركتي التالية عن أشهر انواع الذهان
1.الذهان الإكتئابي Depressive Psychosis
هو اضطراب انفعالي حاد يتسم المريض به بسوداوية المزاج، ويرى حياته سلسلة متواصلة من الفشل ويشعر باليأس. يعتزل الناس ويهيم في منزله قلقاً لا يستقر على حال ويسير متهالكاً منحنياً.ويظن ان الناس يتآمرون عليه ليقتلوه او يتخلصوا منه، ويكتسي وجهه بقناع جامد من الحزن محملقاً في اللاشيء لساعات ولا يحادث أحداً، وقد يحدث العكس فيصرخ ويهيج. وتنقطع شهيته للطعام ويعزف عنه تماماً ويتناقص وزنه سريعاً. وربما يهمل نفسه ومظهره فلا يهتم بنظافته وتسريح شعره وحلاقة ذقنه، ولا يشعر ياية رغبة جنسية.ينام اول الليل ثم يصحو مؤرقاً يفكر في الانتحار وقد يحاوله فعلاً وينجح في ذلك.
وتتسم طفولة الشخص المصاب بذهان اكتئابي بعلاقات تفاعلية صادمة، بمعنى أنه يكون قد تعرض لمواقف جعلته يشعر وكأنه منبوذ عاطفياً وغير مرغوب فيه، ويقابل من المحيطين به بالصدود. وتستمر معه هذه الافكار وتنمو معه الى أن يتخطى فترة المراهقة فتهتز صورته عن نفسه ويتولد لديه شعور بأنه عديم القيمة، وتعمل الصدمات العاطفية في الكبر على ترسيخ هذا الشعور. وكل فشل يواجهه هو بمثابة دليل بالنسبة له على انه إنسان فاشل عديم القيمة.
ولايتم علاج المريض بالذهان الاكتئابي إلا بإدخاله المستشفى، لمنعه من محاولات الإنتحار وإعطائه أدوية مضادة للإكتئاب وأحياناً جلسات كهربائية، أو يتم علاجه بالصدمة الكهربائية التشنجية. بالإضافة إلى العلاج النفسي لاحقاً مع إرشاد الأهل والمحيطين به عندما يحين موعد خروجه من المستشفى في كيفية التعامل معه وتهيئة الجو الاسري والنفسي المناسبين له.
2.الذهان الإنتكاسي:Involutional Psychosis
وهو ما يسمى ايضاً بذهان سن اليأس، أي أنه يحصل في سن معينة وهي الفترة التي تقل فيها الحيوية والقدرات الفكرية والجنسية لدى الشخص. وهي عند النساء بين الأربعين والخامسة والخمسين، وعند الرجال بين الخمسين والخامسة والستين، ولكن نسبة الاصابة به عند النساء اعلى قليلاً منه لدى الرجال.
أعراض الذهان الانتكاسي الأولي:
عدم الاستقرار والأرق والقلق الزائد والبكاء في نوبات، فإذا زادت الاعراض فإن المريض يكتئب ويظهر عليه الخوف والترقب، وقد يتهم نفسه بأخطاء ارتكبها ويلوم نفسه على أشياء حدثت له في الماضي، وقد يصاب من جراء ذلك بيأس شديد ويكاد يمزق شفتيه باسنانه او يقطع شعر راسه. وقد يهدد بالإنتحار او يحاوله. ويظن أن مرضاً عضالا يفتك به تكفيراً عما ارتكب .
وغالباً ما يكون لشخصية المريض بالذهان الإنتكاسي قبل أن يصاب به طابع قهري، فهو عادة من النوع الجامد محدود العلاقات والاهتمامات الاجتماعية شديد التدقيق والالتزام بالاصول والشكليات . وتعرف المرأة بشدة غيرتها وكثرة شكوكها وهي غالبا باردة جنسياً .
قد تطول فترة العلاج ولكن الأمل دائماً موجود وبنسبة مرتفعة.
3.ذهان الشيخوخة (الملانخوليا) Senile Psychosis
هو عبارة عن تدهور نفسي خطير تبدأ أعراضه مع سن الستين أو نحوها . يتميز بوضوح بتدهور في وظائف المخ وشطط في تصرفات المريض، كعدم الثقة في نفسه أو في المحيطين به، واختلال ميزان الحكم على الظروف وعدم القدرة على وزن الامور بشكل سوي، وتدهور قوة الذاكرة أحياناً وضعفها وقلة الاحتفاظ بالذكريات وأحداث الماضي ، وعدم القدرة على التكيف بدقة مع الظروف التي تحيط به، وعدم تناسب سلوكه مع رد الفعل الواجب لهذه الظروف. ومن الجائز أن تهتز عواطف المريض وتتغير شخصيته المعروفة قبلا إلى شخصية أخرى مختلفة تماماً عن شخصيته الاولى . وقد يظهر ذلك أحياناً في صورة فظيعة تستحق الرثاء والعطف. وقد لا تظهر كل هذه الاعراض بدرجة واحدة في وقت واحد .
وبرغم ان هذا النوع من العته يمكن ان يحدث في حالات مَرَضية، وأن الصورة المَرَضية للأعراض يمكن أن تختلف من حالة لأخرى معتمدة في هذا على نوع شخصية المريض السابقة وسِنه وأسباب اخرى مثل مكان المرض ومعدل سرعة تغير حالة المريض عند حدوث العته،ورغم كل ذلك فإنه يلاحظ أن التغير الأساسي يكون واضحاً في تبلد احاسيس المريض، وان تدهور قواه العقلية يظهر بجلاء في عدم إمكانية وزن الامور بميزانها الصحيح وسوء تقديره للزمان والمكان ، ولا يمكنه التحقق من الأماكن التي يريد ارتيادها أو ارتادها في الماضي. والميل للإنطواء والإنزواء والبعد عن الآخرين، التعب والوهن الجسدي والنفسي، الوساوس والهواجس التي تنتابه، الخوف والهلع، الشعور بتأنيب الضمير، التفكير بالإنتحار، الى جانب اصابته باعراض عضوية مثل الإسهال أو الإمساك.
ويزداد استعداد المريض إلى الانفعال لأتفه الأسباب، ويتحول تدريجياً إلى شخص آخر مهمل في ملبسه ومظهره ونظافته، وربما يحاول أن يستعرض جسده وعضلاته وحتى أعضاءه الجنسية، ويمكن بشكل أو بآخر الاّ تنكشف هذه العلة إلا بعد فوات الاوان.كما يلازمه شعور بالإضطهاد ويتخيل ما لا وجود له مثل أن يكون مجرما والشرطة تطارده، أو أن من حوله يكرهونه ويدبرون له أمراً في الخفاء.
إن المصاب بمرض ذهان الشيخوخة نهايته الجنون إن لم يقتل نفسه، وإن كتب له الشفاء فسيصاب حتماً بالهوس.
الذهان الكحولي Alcholic Psychosis
قد يؤدي التعاطي المزمن للكحول إلى الاصابة بالاضطرابات الذهانية ومنها التسمم الباثولجي الذي يصاب منه المتعاطي بالتشوش الذهني وسوء التوجه والتهيج والهلوسات والهذاءات والأضاليل الحسية والقلق والإكتئاب وقد يعنف سلوكه حتى ليقدم على الإنتحار أو يقتل ويسطو ويغتصب. وقد تستمر هذه الأعراض لدقائق أو تطول ليوم أو أكثر ويعقبها نوم طويل يصحو منه المريض فاقداً الذاكرة لما جرى خلال النوبة.
وقد يأخذ الذهان الكحولي شكل ما يسمى بالهلاس الحاد وأبرز أعراضه الهلوسات السمعية .
الهذاء Paranoya
هو حالة مرضية ذهنية تتميز باعتتقاد باطل راسخ يتشبث به المريض بالرغم من سخافته وقيام الادلة الموضوعية على عدم صوابه.وتتسم هذاءات المريض بالمنطق،لكنه منطق لا يقوم على أساس صحيح.
ويجب التفريق بين الهذاء كمرض وبين السلوك الهذائي الذي يتسم بالعناد والتمسك الزائد بالآراء وعدم الاعتراف بالخطأ والغرور وإرجاع الفشل إلى تدخل الآخرين. كما يجب التفريق بين الهذاء وبين الفُصام الهذائي، فالمريض بالهذاء لا ينفصل عن الواقع، لكنه يفسره طبقاً لآرائه، لكن مريض الفصام الهذائي تكون اوهامه غريبة شاذة منفصلة عن الواقع.
أيضاً هنك فرق بين مريض الهذاء وبين المهووس، فالاول تكون أوهامه منظمة ومؤكدة وأفكاره ثابتة ودائمة ويكون قلقاً. أما المهووس فتكون اوهامه عابرة وافكاره محلّقة ويكون صاخبا متهيجاً غير مستقر.
أعراض الهذاء:
المريض بالهذاء يشك دائما في نوايا الآخرين ويرتاب في دوافعهم، ويعتقد دائماً أن الناس لا يقومون بتقديم خدماتهم أو مساعداتهم إلا لغاية في انفسهم، فتنصرف عنه الناس، عندئذ تزداد شكوكه فيهم وتقوى عنده مشاعر الحقد والغضب عليهم، فهو يرى نفسه ضحية لتآمرهم عليه. وبمرور الوقت تتحول حالته إلى هذاء اضطهادي، فيعزو ما لديه من اختراعات وهمية وما أصابها من إخفاق إلى مضطهديه وكارهي الخير.
وهو يضخم الأمور، ويتصرف بشكل عداوني فيلجأ إلى الإسقاط، اي بدلاً من ان يعلن كرهه ما يقول إن الآخر هو الذي يكرهه.وهو لا يؤمن بالصداقة فهو دائم الشك ، ومن يتودد إليه خاسر ، لأنه سيعتبر تودده فخاً يريد الآخر أن يوقعه فيه .
أنواع الهذاء :
1. هذاء الإضطهاد: كأن يعتقد المريض ان الناس من حوله يتآمرون عليه ويريدون إلحاق الأذى عن عمد.
2.هذاء العظمة : كأن يعتقد المريض أنه شخصية بالغة الأهمية أو النفوذ.
3. هذاء توهم المرض : كأن يعتقد المريض أنه مصاب بمرض عضال رغم كل التحاليل والفحوصات التي تثبت له عكس ذلك.
هذاء التلميح: والهمس والغمز ممن حوله، إذ يتوهم أن كل ذلك موجه ضده بنية سيئة، مما يدفعه إلى إعتزال الناس.
4. الهذاء السوداوي: يعتقد المريض في هذه الحالة أن مصائب الناس والكوارث البيئية والحروب، كلها حدثت بسببه، أي أنه يشعر بالذنب والإثم، لذا يرى أنه يستحق أي عقاب ينزل به.
وبالعودة إلى طفولة الشخص المصاب بالهذاء ، فإننا نرى أنه يتسم بالوحدة والعزلة الاجتماعية وقلة الاصدقاء وعدم القدرة على تبادل الثقة والتقلب الانفعالي وعدم الأمن والشك والعناد، والتبرم والعصبية والحزن. وكلما اقترب الطفل من سن الشباب تزداد السمات التي كان يتسم بها في طفولت لتصل الى حدود الأنانية والمبالغة في تصور الأمور وتعقيدها والتذمر والعدوان كما تزداد لديه مشاعر الاضطهاد أو العظمة.
وفي سنوات الرشد تتضح سمات شخصيته اكثر فنرى الهذائي شخص متزمت، لا يتسامح في النقد والملاحظة، ويستخف بالآخرين .
أسباب الهذاء :
1. اضطراب الجو الأسري وسيادة التسلطية ونقص كفاءة عملية التنشئة الاجتماعية.
2. اضطراب نمو الشخصية قبل المرض وعدم نضجها .
3. الصراع النفسي بين رغبات الفرد في اشباع دوافعه وخوفه من الفشل في إشباعها لتعارضها مع المعايير الاجتماعية والمثل العليا .
4. الإحباط والفشل والإخفاق في معظم مجالات التوافق الاجتماعي والانفعالي في الحياة ، والذل والشعور بالنقص وجرح الأنا .
5. المشاكل الجنسية وسوء التوافق الجنسي، والعنوسة وتأخر الزواج والحرمان الجنسي.
علاج الهذاء :
من الممكن علاج المريض بالهذاء طبياً، وأكثر ما يعتمد عليه هو العلاج بالصدمات الكهربائية، والغاية تخفيف حدة قلق المريض، وحاولة العمل على تخليصه من الأوهام المسيطرة عليه، وجعله أكثر طواعية، إلا انه لا امل في شفائه تماما.
النهك العصبي Neurasthenia
هو إنهيار الجسم والعقل الذي فيهما يعمل الجهاز العصبي.
تنشأ عوارض النهك العصبي إثر التفاعل مع الضغوط والضجر والخيبة، على أن البعض يكون أكثر عرضة له من البعض الآخر. واشارت الدراسات إلى أن الشخص النحيل الطويل العظام الوتري القوام يكون أكثر حساسية وأكثر قابلية للإصابة بالهواجس والاضطراب العصبي والقلق،بينما الشخص العضلي أكثر عرضة لتقلب المزاج وجيشان العاطفة والقيام بتصرفات مناهضة للحياة الاجتماعية. وهو يصيب الرجال والنساء على السواء .كما أن بعض الحِِرَف والمهن تسبب الضغوط وبخاصة تلك الأعمال الروتينية التي تثير الضجر ومع ذلك تتطلب الدقة والتركيز المتواصل. إلا أن الأعمال التي تتطلب المجازفة والمخاطرة كالجندية اوالجيش أو الإطفائية تبقي صاحبها بعيدا عن النهك العصبي، بل يتميز العامل في إحدى هذه المهن بقدرة عالية على التكيف مع الضغط ومجابهته بعزم .
وهناك حالات معينة تعجل في بعث الشعور بالاعياء والخمول اللذين يشكلان السمة المميزة للنهك العصبي، مثل فقد عزيز او مرض شديد.
عوارض النهك العصبي:
1. العوارض النفسية: الشعور بالضيق والتبرم وتدهور الروح المعنوية والتشاؤم، الشعور بالإحباط وضعف الطموح والشعور بالنقص والضعف والعجز، القلق العابرالمصحوب بالتوتر وعدم الاستقرار، تشتت الإنتباه وضعف القدرة على التركيز، وضعف الذاكرة، وعدم القدرة على مواصلة التفكير في موضوع معين ، الإستغراق في أحلام اليقظة، سرعة التهيج والغضب وعدم تحمل الضجيج والاصوات العالية، الاكتئاب والهم، الحساسية والانفعالية الزائدة، القابلية الشديدة للإستثارة، ضعف العزيمة والإرادة،فتور الهمة وضعف الحماس وعدم الرغبة في العمل وعدم القدرة على إتمام ما يبدأ في انجازه، عدم القدرة على تحمل المسؤوليات ، التردد وعدم القدرة على إتخاذ القرارات ، الهروب من مواجهة المشاكل وحلها ، الارتياب في الناس،السلبية، التمركز حول الذات، فتور النشاط الاجتماعي ، الاعتماد على الغير ، سوء التوافق المهني، وتوهم المرض.
2. الأعراض الجسدية : إرهاق وانحطاط في القوى، الإجهاد والاعياء لأقل مجهود، الخمول والكسل ونقص الحيوية والنشاط والضعف الصحي والعصبي والنفسي، ضعف الشهية وعسر الهضم والإمساك، هبوط ضغط الدم وتسارع نبضات القلب وشحوب الوجه،صداع متكرر، ضيق نفس، آلام الظهر واضطراب النوم والكوابيس، التعب عند الاستيقاظ من النوم، الضعف الجنسي عند الرجال واضطراب العادة الشهرية عند النساء.
الشخصية قبل الاصابة بالمرض :
تتسم الشخصية قبل الإصابة بالنهك العصبي بالسمات التالية: قلة الكلام وقلة العمل ، التهرب من المسؤولية، استمرار الشكوى، التشاؤم، الشعور العام بعدم الرضا، الإنطواء والميل إلى العزلة،الشعور بعدم الأمن والرفض والإحباط الإنفعالي، الإتكالية والحاجة إلى الدعم والمساندة.
أسباب النهك العصبي:
1. الصراع النفسي نتيجة تضارب الرغبات، الإحباط المتكرر وعدم اشباع حاجات الفرد، الفشل والحرمان واليأس والشعور بالنقص، الاضطرابات الإنفعالية العنيفة الطويلة، محاولة مقاومة العدائية المكبوتة.
2. النمو المضطرب للشخصية، عدم ضبط النفس، عدم وجود خطة وهدف للحياة،ضعف الثقة في النفس وسهولة الإيحاء والإستهواء،نقص الميول والإهتمامات.
3. الإضطرابات الأسرية والإنهيار الأسري وأساليب التربية الخاطئة، وجود اضطراب مماثل لدى أحد الوالدين أو الأشقاء واكتساب وتعلم الأعراض منه،ضعف الروح الاجتماعية وسوء التوافق الاجتماعي.
4. العمل الشاق المرهق تحت الضغط المصحوب بالقلق والمجهود الكبير المرهق الذي يستنفذ الطاقة العصبية ويعوق الإسترخاء ويحول دون الإستمتاع بالحياة.
5. ضغوط ومطالب الحياة ومشاكلها وعدم الاستعداد لمواجهتها والضغوط النفسية المتعلقة بالإهانات والخضوع والحروب
6. التكوين الجسمي، حيث أن ذوي التكوين الجسمي النحيف الواهن يتصفون بشدة حساسية الجهاز العصبي أكثر من سواهم .
7.الكبت الجنسي والسموم الجنسية والانحرافات الجنسية المفرطة والصراعات الجنسية والإفراط في ممارسة العادة السرية والشعور بالإثم، حسب رأي فرويد.
فوائد النهك العصبي:
من "أهداف وفوائد "النهك العصبي للمريض :
1. لفت الأنظار إليه واسترعاء الإنتباه.
2.الفوز بالعطف والتعاطف والاهتمام من الآخرين .
الحصول على الدعم النفسي وإشباع دافع الاعتماد على الآخرين دون المساس بالكرامة الشخصية.
4. تلقِّي الإعجاب لما يبذله المريض من جهود فوق طاقته كشخص مريض ضعيف الاعصاب مرهق القوى ، والنظر إليه كبطل مناضل.
علاج النهك العصبي:
هناك طرق متعددة لمعالجة المريض بالنهك العصبي، منها:
1. على المريض أن يسعى إلى مداهنة الخيبة والتحايل عليها.
2. إيجاد هواية محببة الى نفسه تشغل وقته.
3. ضرورة استمتاعه بالعطلة (الأجازة) التي يحصل عليها فتهدىء من أعصابه وتلطِّف مزاجه.
4. العلاج الطبي الذي يعتمد على استخدام المنشطات والمقويات والمهدئات مع الاهتمام بالراحة والنوم.
5.العلاج النفسي عبر التحليل النفسي وتقوية زتأكيد الثقة بالنفس ومساعدة المريض على فهم إمكاناته ، مع الإهتمام بتنمية وتطوير شخصيته نحو النضج.
6. العلاج الاجتماعي : تحسين الظروف الاجتماعية والتوافق الأسري، مع الاهتمام بالعلاج البيئي والاهتمام بالتوجيه المهني .
الخجل shame
هو حالة معقدة تشتمل على إحساس سلبي بالذات او إحساس بالنقص، أو الدونية. يجد صاحبها صعوبة في التركيز على ما يجري من حوله، وبالتالي يصبح عاجزاً عن إقامة علاقات مع زملائه ورفاقه ومعظم منَ حوله، لذا، فهو يعاني من الوحدة. وقد يفضي به الأمر إلى الشعور بالرهبة والخوف من طرح الاسئلة خوفاً من الصد. وما التوتر والارتباك وصعوبة التركيز إلا إشارات واضحة من عدة إشارات أخرى تدل على تمكُّّن الحياء من الشخص.
العوارض:
للخجل اعراض سلوكية واعراض جسدية واعراض انفعالية داخلية .
أ.اعراض سلوكية وتشمل:
1. قلة التحدث والكلام بحضور الغرباء.
2. النظر دائما لأي شيء عدا من يتحدث معه.
3. تجنب لقاء الغرباء أو الأفراد غير المعروفين له.
4. مشاعر ضيق عند الاضطرار للبدء بالحديث أولا.
5.عدم القدرة على الحديث والتكلم في المناسبات الاجتماعية والشعور بالإحراج الشديد إذا تم تكليفه بذلك.
6. التردد الشديد في التطوع لأداء مهام فردية أو اجتماعية (أي مع الآخرين).
ب. أعراض جسدية تشمل:
1. زيادة النبض، إحمرار الوجه،الإرتباك،التوتر،
2. مشاكل وآلام في المعدة.
3. رطوبة وعرق زائد في اليدين والكفين.
4. دقات قلب قوية.
5. جفاف في الفم والحلق.
6. الارتجاف والارتعاش اللاإرادي.
ج. أعراض انفعالية داخلية (مشاعر نفسية داخلية) وتشمل:
1. الشعور والتركيز على النفس.
2. الشعور بالإحراج.
3. الشعور بعدم الأمان.
4. محاولة البقاء بعيدا عن الأضواء.
5. الشعور بالنقص.
أسباب الخجل :
اسباب الخجل عديدة منها وراثية،بيئية، تربوية، إذ يتعود الطفل على الإنزواء كلما زار اهله أحد ما ويخاف من مقابلة الناس. وهناك أسباب صحية مثل نقص التغذية عند الحامل أو إصابتها باضطرابات نفسية تترك أثرها على الجهاز العصبي للجنين. كما أن الخجل يمكن أن ينبع من تجارب اجتماعية،ويخامر المرءشعور شديد بالذات وكأن الدنيا كلها تنظر اليه. وهو يخاف من تقييم الآخرين السلبي، فإن جرى تقييمه بشكل سلبي ، يشعر عندها بعدم الكفاءة ويتحول هذا الشعور إلى خجل يطول أمره. وهذا الخجل موقف ذهني.
والشخص الخجول لا يختار الخطوات الجريئة، ويؤثر خطاه المترددة الجبانه، فيقوم بعمله دون ثقة، ما ينم عن شخصية ضعيفة كما أنه لا يمكن أن يقوم بالمبادرة في أمر يتطلب منه ذلك، أما المجازفة فلا يقربها.
وهناك وسائل متعددة للتغلب على الخجل منها:
1. عدم انتقاد تصرفات الشخص الخجول أمام الآخرين أو وصفه بأية صفة سلبية أمام أي كان .
2. على الشخص الخجول أن يتعلم فن الإسترخاء، فمن حسناته أنه يهدىء الاضطراب ويقلل من تسارع دقات القلب وتضرج الخدين.
3. تدريب النفس على مقابلة ومواجهة الآخرين والتحدث اليهم بشجاعة.
4. على الأهل عدم القلق الزائد المبالغ فيه على اطفالهم كي لا ينشأوا على عدم الاختلاط وتفضيل الإنطواء .
5. عدم ثناء الاهل ومدحهم لشقيق الطفل الخجول امامه، فذلك يضعف ثقته بنفسه ويسبب له الحرج والخجل.
6. تعويد الطفل على الاندماج في المجتمع واختلاطه بالآخرين
7.عدم القسوة على الطفل ل
الفُصام schizophrenia
هو انشطار الشخصية وسُمِّي خطأ انفصام الشخصية . وهو مرض دماغي عصبي يؤدي إلى اضطراب الحالة النفسية كبقية الأمراض النفسية الاخرى ، الا أنه يختلف عنها بحيث يُنظر إليه اجتماعيا على أنه مرض مخيف . وهو إنقسام في فكر المريض نفسه ، بين محتويات فكره وأفعاله ورغباته .
اعراض مرض الفصام :
تخيلات غير طبيعية ،تفكير غير سليم وغير منتظم ، هلوسات ، توهمات ،هياج ، خمول ، قلة الكلام ،فقدان المتعة تجاه أي شيء ، نضوب الافكار ، عدم الرغبة في الاختلاط بالمجتمع .
كما أن مفصَم الشخصية يسمع اصواتاً تتحدث مع بعضها في راسه وهذه الاصوات توجهه لكي يقوم بأفعال معينة .وقد يعتقد بأن الافكار التي تدور في رأسه موجهة إليه من قبل الآخرين . ومن المحتمل أن يتصور نفسه شخصية مهمة ومعروفة أو يعتقد بأن الآخرين يراقبونه ويتجسسون عليه . يحب الإنطواء على نفسه والصمت لاعتقاده بان الآخرين لا يصدقونه . إن دماغه يريه أشياء غير واقعية فيتصرف حسب معطياتها . والخيالات التي يتصورها المريض تتعلق غالبا بشخصيته وثقافته ، فالشخص المتعمق في الادب قد يظن نفسه أنه يتحدث مع شكسبير. كما أن الشخص الذي كان منطقيا (قبل اصابته بالمرض يصبح فارغا غير منطقي ، ويصبح بارد العواطف ،ولا يستطيع التعبيير عن افكاره بسهولة . وقد يقوم بردود افعال في غير مكانها كأن يضحك لدى سماعه أخبارا حزينة او مفجعة .
أسباب مرض الفصام كثيرة منها :
1. اضطراب في وظيفة مركز السيطرة الدماغية الذي يتلقى المعلومات من الخارج ويصنفها ثم يرسلها إلى اقسام الدماغ التي توجه الافكار والعواطف والأفعال .
2. الوراثة : إذا كان احد الوالدين أو الأقارب مصابا بهذا المرض ، فيكون عندئذ لديه الإستعداد للإصابة بالمرض .
3. عوامل كيمائية حيوية : بان يكون للدهنيات الفوسفورية وهرمونات البروستاغلاندين دورا في التسبب بهذا المرض .
4. عوامل فيزيولوجية : مثل التغيرات المصاحبة للبلوغ الجنسي والنضج والحمل والولادة وسن التقاعد، وما يصاحب ذلك من انفعالات شديدة وإخفاق الفرد في مجابهتها .
5. خلل في الجهاز العصبي نتيجة للأمراض والتغيرات العصبية المرضية والجروح في الحوادث او خلل في موجات المخ الكهربائية وضعف وإرهاق الاعصاب .
6. فقدان الحواس مما يؤدي بدوره الى اضطراب التفكير والأوهام والهلوسات .
7. الصراع النفسي من الطفولة الذي ينشط مرة اخرى في مرحلة المراهقة نتيجة لاسباب مرسّبة .
8. إحباطات البيئة ومشاكل الحياة والعوامل والضغوط الاقتصادية ، والفشل في الزواج والخبرات الجنسية الصادمة وما يصاحب ذلك من مشاعر الإحباط والشعور بالإثم وكذلك الرسوب المفاجىء في الإمتحانات والفشل في العمل .
9. العلاقات الاسرية المضطربة ، واضطراب المناخ الاسري والمشاكل العائلية .
هذا المرض قد يظهر في اي عمر كان وهو يصيب كلا الجنسين ، وممكن ان يصيب الاطفال كما الكبار ، ويتصف الطفل المريض بالفصام بالكلام العشوائي والافكار المنحرفة والسلوك العدواني ، الإدراك غير الطبيعي ، فقدان علاقات الصداقة وعدم التآلف مع الغير ، تصورات غير واقعية وافكار خيالية ، قلة الإنتباه والتركيز ، والقيام بحركات وافعال شاذة .
علاج مرض الفصام :
يتطلب مرض الفصام علاجاً طبيا ، وعلاجاً نفسياً، وعلاجاً اجتماعياً.
فالعلاج الطبي يمكن أن يتم خارجياً إلا في بعض الحلات الحادة والمتقدمة، عندها يبقى المريض داخل المستشفى . وفترة العلاج تكون طويلة وتحتاج إلى كثير من الصبر والحنكة . وغالباً ما يلجأ الأطباء إلى العلاج بالصدمات الكهربائية ، التي توقف الهلوسة والخداع الفكري .ومعظم العقاقير المستخدمة في العلاج تولد البرود الجنسي .
والعلاج النفسي يهدف إلى الإهتمام بإزالة أسباب المرض وتخفيف قلق المريض وإعادة ثقته بنفسه، مع الإهتمام بأفراد عائلته المحيطة به وإرشادهم إلى السبل والأساليب لمساعدته .
أما العلاج الاجتماعي ، فيهدف إلى تجنب العزلة مع الإهتمام بإعادة التأهيل والتطبيع الاجتماعي ، إلى جانب دفع المريض للاهتمام بالرياضة والترفيه والموسيقى والهوايات المفيدة . وبذلك يُعاد تاهيل المريض ليصبح كائناً سوياً في المجتمع .
وبإمكان مريض الفصام الزواج غالبا ً، لكن ينصح بعدم الإنجاب مخافة عامل الوراثة .
المرض الثاني الذي سنتحدث عنه في هذه السلسة هو
الإكتئاب Depression
هو هبوط نفسي بالغ الشدة ، يخيل للمرء المصاب به أنه فاشل في كل شيء وغير نافع لأي شيء ، فيداهمه اليأس ويسلبه نشاطه ويفتر همته . وقد يختفي الاكتئاب من تلقاء نفسه ولكنه يتكرر ، والعلاج لدى الطبيب النفسي يخفض من شدته ويقلل من احتمال عودته.
يرى علماء النفس ان للاكتئاب اساسا بيولوجيا ، ويؤكدون حدوث تغيرات فعلية في كيميائية الدماغ متى شعر المكتئب بالحزن والاسى ، فيلاحظ إنخفاضا في الموصلات العصبية الكيميائية الحيوية لتنظيم أمزجة المريض خلال نوبة خطيرة من الاكتئاب .
يمكن تقسيم السلوك الاكتئابي إلى ثلاثة انواع رئيسية يتفرع منها العديد من حالات الإكتئاب . هذه الانواع هي إكتئاب خفيف ، إكتئاب حاد وإكتئاب ذهولي حاد .
عوارض الإكتئاب الخفيف :
لامبالاة تجاه أي أمر ، حزن وعبوس ، تشاؤم ، بطء ذهني وحركي ، بلادة في نظرات العيون ، شعور المكتئب بأنه انسان فاشل ، فقدان الثقة بالنفس ،مزاج دوري ، تعب .
عوارض الإكتئاب الحاد :
إضافة إلى عوارض الإكتئاب البسيط هناك : اضطراب المزاج ، تبدلات في الوزن والقابلية إلى الطعام ، اضطراب نمط النوم ،إحساس بالذنب ، برود جنسي ، تعاسة واضحة على وجه المريض .
عوارض الإكتئاب الذهولي الحاد :
رفض المريض الإختلاط بالغير ، العزلة الشديدة ، شعور بالأسى والقهر واحتقار الذات. يعنِّف نفسه بقسوة ويتهمها بأبشع الصفات ، ويكون مقتنعا أنه سبب المشاكل والمصائب لمن حوله. يبدو في بعض الاحيان شديد التوتر والانفعال ، وفي احيان اخرى لا ينفعل لشيء .
يفقد الشعور بالواقع ، وتظهر عليه هلوسات سمعية ، لكن قدراته الذهنية وذاكرته تظل كما هي. يتمنى الموت أو اللحاق بعزيز سبقه الى الموت وقد يحاول الإنتحار .
كما ان هناك العديد من أنواع الإكتئاب منها : إكتئاب المراهقة ويُنسب لأسباب جنسية حادة ، اكتئاب داخلي المنشأ سببه اضطراب في تكوين الشخصية وبنيتها ، اكتئاب خارجي المنشأ يعود لظروف خارجية ، اكتئاب انفصالي ويأتي عقب انفصال والدي المكتئب ، اكتئاب قهري ، اكتئاب خلقي واكتئاب دوري .
وهناك نوع من الاكتئاب خاص بالنساء وهو الاكتئاب الانتكاسي ، وتصاب به النساء في سن الياس، ويعود سببه للتغيرات الهرمونية المصاحبة لانقطاع الطمث مما يحدث تاثيرا سيئا على معنويات المرأة ، إذ قد تشعر أن السنوات الأجمل في حياتها ولَّت وبانها ما عادت مرغوبة وجذابة ، فتداهمها الافكار اليائسة وتسيطر عليها . وهناك اكتئاب ما بعد الولادة ، إذ كثيرا ما تصاب المرأة بالاكتئاب بعد الولادة ويعود ذلك لاحساسها أنها تجد نفسها مسؤولة عن كيان وحياة طفل .
تفكير المكتئب بنفسه عادة سلبي جدا يبكي على ماضيه ويتشاءم لمستقبله وكل لحظة تمر عليه تغدو عذابا ومعاناة، حتى تسريح شعره يصبح عنده جهدا جسميا وروحيا ، لذا فإنه ياخد بالظهور بمظهر أشعت غير مهندم .
اي علاج للمكتئب يجب أن يبدا بفحص طبي شامل ، فبعض الادوية تسبب الكآبة كمفعول جانبي ، وبعد إجراء الفحص الطبي الشامل تتقرر طبيعة العلاج فإما ان تكون بيولوجية او سيكولوجية ، وإما الاثنان معا وذلك تبعا لنوع الاكتئاب المصاب به الشخص . كما ان التعبير عن الاعجاب بموقف ما قام به مريض الإكتئاب أو الاطراء على عمل ما أدّاه أو إظهار الحب له ، كلها محاولات قد تعود عليه بالفائدة متى قدمت بشكل مقنع ومنطقي ، وقد تخفف من حدة كآبته وترفع من مستوى معنوياته .ومتى كانت حالة المريض متقدمة فلا بد من مراجعة الطبيب النفسي ، إذ هناك حالات خطيرة وصعبة يكون التداوي فيها بالعقاقير المناسبة والجلسات الكهربائية اساس في علاج المريض إلى جانب تفهم وحسن معاملة المحيطين به .
الإكتئاب عند الاطفال:
يطال الاكتئاب جميع مراحل الطفولة ، ولكنها تختلف قليلا في سن المراهقة .
من اعراضه في مراحل الطفولة : العدائية ، الكسل ، المزاج الحاد ، الحزن ، ويعود سبب معظمها لانفصاله عن احد والديه أو كليهما معا .
من اعراضه في مرحلة المراهقة : عدم الاحساس بمباهج الحياة ، الضجر والتبرم ، الشكوى الدائمة ، الحزن ن العصبية .
التخلف العقلي Mental Retardation
التخلف العقلي هو انحطاط واضح في نسبة الذكاء يجعل صاحبه عاجزاً عن التعليم المدرسي وهو صغير، وعن تدبر أموره دون إشراف من الآخرين وهو كبير. وهو درجات متفاوتة ابسطها المغفّل واوسطها الأبله وأشدها المعتوه.
المغفَّل Moron: ويسمى أيضاً "المأفون " و"الأهوك" : تتراوح نسبة ذكاء المغفل بين 50 و 70 عادة ، ويتراوح عمره العقلي بين 7 و10 سنوات . ومن خصائصه العقلية انه غير قادر على متابعة الدراسة في المراحل المدرسية الاولية إلا انه يكون قابلاً للتعلّم ببطء وفي مدرسة خاصة .إذ بامكانه تعلم القراءة والكتابة والحساب البسيط بصعوبة بالغة، ولا يمكنه تجاوز المرحلة الإبتدائية. وهو بإمكانه التحاور بكلام بسيط ويكتسب القدرة على تدبير أموره الأساسية بنفسه كتناول الطعام وارتداء الملابس والتحكم في التبول والتبرز ، وفي القيام ببعض الاعمال النمطية البسيطة دون إشراف كترتيب الاسرّة وشراء الحاجيات البسيطة . كما ان المغفل يمتلك القدرة على القيام بعمل يدوي يكسب عيشه منه في حرفة متواضعة ، إلا انه يبقى بحاجة إلى من يشرف على اموره في هذا المجال،إذ إنه قد يبعثر امواله ويسيء استخدام اوقات فراغه، ومن اليسير إغراء المغفل بالنشل والسرقة وممارسة البغاء (لدى الاناث ) وذلك لسهولة انقياده ونقص بصيرته.
الأبله Imbecile: تتراوح نسبة ذكاء الأبله بين 25 و50 عادة ،ويتراوح عمره العقلي بين 3 و7 سنوات . من خصائصه العقلية المعرفية انه غير قابل للتعليم ، إلا أنه قابل للتدريب تحت الإشراف على بعض المهارات الأولية التي لا تشكل خطرا على حياته. وهو لا يستطيع اعالة نفسه . ولا يستطيع التوافق الاجتماعي ، ويكون غير مسؤول إجتماعياً. ومن الناحية الانفعالية يلاحظ ان الإنفعالات رتيبة واضحة ، فبعضهم يكون مرحاً وبعضهم متوعك المزاج وبعضهم يكون هادئاً وبعضهم غير مستقر وعدواني ومخرب . وقد يلاحظ لديه بعض النقائص الجسمية،كذلك يشيع الصرع والإعاقة العصبيةوالبدنية.
المعتوه Idiot: تقل نسبة ذكاء المعتوه عن 25 عادة. ولا يتجاوز عمره العقلي عن 3 سنوات . ومن خصائصه العقلية انه غير قابل للتعليم او التدريب ولا يستطيع القراءة او الكتابة مطلقا ، ويكاد التفكير يكون معدوماً والكلام غير واضح ، فلغته لا تزيد على بضع مقاطع، هذا إلى أنه لا يستطيع ان يتعلم كيف يأكل بنفسه أو يتحكم في ظبط مثانته وأمعائه. ويحتاج الى رعاية كاملة وإشراف مستمر طوال حياته . وغالبا ما يكون تلف مخ المعتوه كبيراً، وقابليته للإصابة بالأمراض شديدة ولذلك لا يعمّر كثيراً. وهؤلاء يجب وضعهم في مؤسسات خاصة .
وهناك فئة من المتخلفين عقلياً يسمى الواحد منهم ب"المعتوه العاقل" أو "المعتوه النابغ"، تتضح لديه قدرة عقليه او موهبة خارقة في ناحية معينه ، كالقدرة على العزف الموسيقي او الرسم وما شابه،على الرغم من وجود صفات الضعف العقلي فيه،لأن نبوغهم في قدرة معينة يناقض ضعفهم العقلي.
تعود اسباب التخلف العقلي إلى عوامل بيولوجية أو اجتماعية-نفسية تعمل فرادى او مجتمعة .
أولاً : العوامل البيولوجية :
الوراثة:
أ. شذوذ واختلال في الكروموزومات ( الصبغيات) أي ان المتخلف عقلياً لديه 47 كروموزوم بدلا من 46 ، كما هي الحال عند الأفراد الأسوياء .
ب. عيوب تكوينية أو قصور يترتب عليه تلف لأنسجة المخ وإعاقة نموه.
ج. إختلاف الجينات يؤدي إلى قصور في التمثيل الغذائي فيؤثرفي النموالطبيعي للدماغ .
د.تغيرات تطرأ في الجينات أثناء انقسام الخلايا .
فترة تكوين الجنين
أ.تعرّض الجنين في رحم الام إلى أشعة اكس X-Ray تعرضاً زائداً .
ب. نقص في تغذية الجنين .
ج.إصابة الام بالحمّى القرمزية ما يؤدي إلى تلف في مخ الجنين .
د.إصابة الأم باختلال في إفرازات الغدد الصم .
إصابة الأم بالحصبة الالمانية او داء الزهري التناسلي ، أو الأورام العصبية ، او إلتهاب الدماغ أو إلتهاب السحايا.
و. التسمم
ز. اختلاف دم الاب والام ، واختلاف فصيلة دم الجنين عن فصيلة دم الام.
ح.إدمان الأم الحامل للمخدرات والكحول .
ط. المحاولات المتكررة للإجهاض.
3. حوادث الولادة :
أ.نقص الأوكسجين اثناء الولادة العسرة أو الولادة المبسترة ، أي الولادة قبل تمام نمو الجنين .
ب. جرح الراس أثناء الولادة ، أو بعدها .
كل واحدة من هذه الحوادث كفيلة بأن تؤدي إلى تغيرات إنحلالية في خلايا المخ ، وبالتالي غلى تخلف عقلي .
4. بعد الولادة :
أ. نقص شديد في التغذية وكمية الفيتامينات المطلوبة .
ب. الإصابة بتلوث بكتيري -فيروسي، يؤدي إلى إلتهابات مخية.
ج.اضطراب شديد في إفراز الغدد الصماء.
د.إصابة المخ بصدمة او ضربة قوية .
ثانياً: العوامل الإجتماعية - النفسية :
1.الضعف الثقافي-العائلي .
2.البيئة غير السعيدة.
3.المستوى الإجتماعي والاقتصادي والثقافي المنحدر.
4.الفقر،الجهل،المرض،الوساخة.
5.الرعاية الصحية المفقودة والجهل بأهميتها.
6.الحرمان من فرص التعلم والذهاب إلى المدرسة.
الإضطراب الإنفعالي لدى الإطفال في الاُسر المحطمة نفسياً.
8.الجدب العاطفي الذي يعانيه الطفل سواء بوجوده قرب والديه أو كان يتيم الوالدين او أحدهما،أو نشأ في ملجأ أو دار للأيتام .
هذه العوامل فرادى أو مجتمعة تؤدي الى إعاقة نمو الذكاء، هذا إذا كان خاليا من العوامل الوراثية او المشاكل الاخرى التي ورد ذكرها، أما لو اجتمع أحد العوامل البيولوجية إلى جانب واحد أو أكثر من عامل اجتماعي- نفسي فإن ذلك من شأنه أن يؤدي حتما إلى تخلف عقلي .
أعراض التخلف العقلي:
يوجد اربعة أنواع من أعراض التخلف العقلي وليس بالضرورة ان تكون كلها مجتمعة في شخص واحد ، وهي :
الاعراض الجسمية : بطء النمو الجسمي،صغر الحجم والوزن عن العادي،نقص حجم ووزن المخ عن المتوسط،تشوه شكل وتركيب حجم الجمجمةوالفم والاذنين والعينين والأسنان واللسان ، تشوه الاطراف ، بطء النمو الحركي وضعف واضطراب النشاط الجسمي..
الأعراض العقلية المعرفية :بطء معدل النمو العقلي المعرفي ، نقص نسبة الذكاء عن 70 عادة ، عدم توافق وانسجام القدرات ، اضطراب الكلام ، ضعف الذاكرة والانتباه والتركيز والإدراك والتعميم والتخيل والتصور والتفكير والفهم ، ضعف التحصيل ونقص المعلومات والخبرة ، العجز الجزئي أو الكلي عن كسب القوت وعن المحافظة على الحياة .
3. الأعراض الانفعالية : التقلب والاضطراب الانفعالي ، بطء الانفعال وغرابته ، سرعة التأثر ، عدم اكتمال نمو وتهذيب الانفعالات، قرب ردود الافعال من المستوى البدائي، جمود ورتابة السلوك .
4. الأعراض الاجتماعية:صعوبة التوافق الاجتماعي، اضطراب التفاعل الإجتماعي، نقص الميول والاهتمامات ، الإنسحاب والعدوان،عدم تحمل المسؤولية، مغايرة المعايير الاجتماعية، اضطراب مفهوم الذات ، الميل الى مشاركة الأصغر سنا في النشاط الاجتماعي .
الصور الشكلية للمتخلف عقليا : يوجد الطراز المنغولي والطراز القصاعي .
. الطراز المنغولي Mongolism: هي حالة متفاقمة من ضعف العقل تتميز بملامح جسمية معينة، منها عينان ضيقتان لهما جفون تنحدر تجاه أنف أفطس قصير، اما الوجه فمسطح مكوّر تحف به أذنان صغيرتان وفم صغير ذو شفتين غليظتين. هذا الطراز الاكثر شيوعاً بين الاطفال الذين يولدون لامهات كبار في السن منه بين مَن يولدون لأمهات صغار.
الطراز القصاعي Cretinism: هي حالة من تخلف العقل تتميز بعجز في كل من النمو الجسمي والنمو العقلي .فالنمو الجسمي بطيء مضطرب والقامة قصيرة والبطن بارز والمشية متثاقلة. خامل بليد ، لا يوجد تناسب بين أعضاء الجسم . أما النمو العقلي فلا تتجاوز نسبة الذكاء لديه 50 عادة، وهو يرجع الى عجز الغدة الدرقية عن إفراز هرمونها وهو التروكسين .
علاج التخلف العقلي :
يُلاحظ ان فئة المأفونين هم الذين يستفيدون بدرجة اكبر من الوسائل العلاجية، يليهم في درجة الاستفادة البلهاء . اما المعتوهون فهم أقل الفئات استفادة.وهناك أربعة اتجاهات رئيسية لعلاجهم، وهي :
1. العلاج الطبي: يتم علاج حالات خلل الغدد الصماء ، واتباع نظام غذائي خاص واستخدام الادوية المدئة للتحكم في السلوك المضطرب والنشاط الزائد، وتنمية الوعي الصحي واكتساب العادات الصحية السليمة .2] . العلاج النفسي : ويشمل التوجيه والارشاد للوالدين ومساعدتهما نفسياً في تحمل المشكلة والقيام بمسؤولياتهما تجاهها وقائياً وعلاجياً، تنمية مفهوم موجب للذات ومساعدة الطفل على تقبل ذاته، تعديل أوجه الترويح والنشاط المهني والعلاقات الإجتماعية بما يضمن تحقيق الأمن الإنفعالي والتوافق النفسي السوي.
3.العلاج الاجتماعي: ويتضمن الإشراف العلمي المتخصص على عملية التنشئة الاجتماعية للطفل حسب امكاناته وقدراته، تعليمه وإكسابه المهارات اللازمة للقيام بالأعمال اليومية وتنمية ميوله وتهذيب اخلاقه، التدريب على السلوك الاجتماعي السوي المقبول، مساعدته على الحفاظ على حياته وحمايته من إستغلال الآخرين، وإيوائه اذا استدعى الأمر في احدى المؤسسات الخاصة حسب حالته.
العلاج التربوي: ويشمل إعادة تربية الطفل بأساليب تربوية خاصة تمكن من استثمار ذكائه المحدود وطاقاته وإمكاناته المتواضعة بأفضل طريقة ممكنة، وتعليمه المبادىء الأساسية البسيطة للمعرفة، وإعداده مهنيا ومساعدته على القيام بأي عمل مفيد يكسب منه قوته بما يحقق له التوافق الاقتصادي .
مصير المتخلف عقليا:المأفونين يستطيعون ان يحيوا حياة مفيدة منتجة إذا ما تلقوا الرعاية والتعليم والتدريب المناسب، ليعملوا أعمالا بسيطة روتينية تكرارية.أما البلهاء فيمكن تدريبهم على العادات الروتينية الضرورية للحياة، ونسبة النجاح معهم متوسطة.اما المعتوهون فمآلهم غير حميد ويظلون عبئاً على المجتمع طوال حياتهم .
العُصاب Neurosis
العصاب هو اضطراب وظيفي في الشخصية تجعل حياة الانسان اقل سعادة، ولا رابط بينه وبين الأعصاب،فهو لا يتضمن اي نوع من الاضطراب التشريحي أو الفزيولوجي في الجهاز العصبي،بل هو اضطراب وظيفي دينامي انفعالي نفسي المنشأ يظهر في الأعراض العصابية. وهناك فرق بين العصاب والمرض العصبي، حيث المرض العصبي اضطراب جسمي ينشأ عن تلف عضوي يصيب الجهاز العصبي مثل الشلل النصفي والصرع.
تصنيفه :
1. العصاب الحقيقي True neurosis الذي ينتج عن " السموم الجنسية" التي تخلفها الطاقة الجنسية المخزونة.
2. العصاب النفسي Psychoneurosis وهو نفسي المنشأ .
3. أنواع مختلفة مثل عصاب الحرب، وعصاب القلق، وعصاب الوسواس والقهر،وعصاب الهستيريا،وعصاب الاكتئاب، وعصاب التفكك.
مدى حدوثه
الاضطرابات العصابية هي أكثر الاضطرابات النفسية حدوثاً.وهناك الكثير من الناس ليهم اضطرابات عصابية ترافقهم طوال حياتهم ولا يفكرون في استشارة الطبيب النفسي. وهو موجود في كافة الطبقات الاجتماعية ويصيب الإناث اكثر من الذكور.
وكثيراً ما يخشى مرضى العصاب أن يتحول مرضهم الى الذهان، وعلى الرغم من أن هناك بعض الآراء التي تفترض ان العصاب ما هو الإ مرحلة مبكرة للذهان إلا ان راي الطب الحديث يتفق على أنهما فئتان منفصلتان لا رابط بينهما .
الشخصية العصابية :
تتسم الشخصية العصابية بعدد من الخصائص اهمها : نقص النضج، عدم الكفاءة،عدم تحمل الضغوط،التقليل من شأن الذات ، القلق، الخوف، التوتر، الأنانية،نقص البصيرة،اضطراب العلاقات الاجتماعية، عدم الرضاوالسعادة،والحساسية النفسية خاصة في مواقف النقد والاحباط.
والشخصية العصابية تؤدي بصاحبها الى سوء التوافق النفسي، مما يؤثر تأثيرا سيئاً على قدرة الشخص على ممارسة حياة طبيعية مفيدة ويعوقه عن أداء واجبه كاملاً، ويعوقه عن الإستمتاع بالحياة.
ورغم ذلك، فالسلوك العام للمريض يظل في حدود العادي، فهو يحافظ على مظهره العام ويهتم بنفسه وببيئته ويشعر بمرضه ويعترف به ويرغب في العلاج والشفاء ويتعاون مع المعالج.
أسبابه:
1. مشاكل الحياة منذ الطفولة وعبر المراهقة وأثناء الرشد وحتى الشيخوخة، خاصة المشاكل والصدمات التي تعمقت جذورها منذ الطفولة بسبب اضطراب العلاقات بين الوالدين والطفل والحرمان والخوف والعدوان وعم حل هذه المشاكل.
2.تعليب الصراع بين الدوافع الشعورية واللاشعورية أو بين الرغبات والحاجات المتعارضة، وتعليب الإحباط والكبت والتوتر الداخلي وضعف دفاعات الشخصية ضد الصراعات المختلفة.
3. البيئة المنزليةوالاجتماعية.
4.الحساسية الزائدة لدى الفرد تجاه نفسه وتجاه الاخرين .
اعراضه:
1. القلق الظاهر او الخفي والخوف والشعور بعدم الامن، التوتر، المبالغة في ردود الفعل السلوكية، عدم النضج الانفعالي، الاعتماد على الآخرين،محاولة لفت الأنظار، والشعور بعدم السعادة والحزن والأكتئاب.
2. بعض الاضطرابات الجسمية المصاحبة نفسية المنشأ.
3. الجمود والسلوك التكرار وقصور الحيل الدفاعية والأساليب التوافقية والسلوك ذو الدافع اللاشعوري.
4. اضطراب التفكير والفهم بدرجة بسيطة، عدم القدرة على الأداء الوظيفي الكامل، نقص الإنجاز وعدم القدرة على استغلال الطاقات إلى الحد الاقصى، وعدم القدرة على تحقيق الاهداف.
علاج العصاب :
يجب أن يهدف علاج العصاب إلى شفاء الفرد من العصاب أولا و إعادة تنظيم الشخصية كهدف طويل الأمد . وأهم طرق علاج العصاب :
العلاج النفسي هو العلاج الفعال ، ويأتي على رأس القائمة التحليل النفسي ، والعلاج النفسي التدعيمي ، و العلاج النفسي المركز حول العميل ، والعلاج السلوكي ، و العلاج الأساسي هو حل مشكلات المريض .
العلاج النفسي الجماعي ، و العلاج الاجتماعي و علاج النقل البيئي .
العلاج الطبي بالأدوية ( خاصة المهدئات ) وباستخدام الصدمات ( الأنسولين و الكهرباء ) و علاج الأعراض .
الذُهان Psychosis
هو اضطراب عقلي خطير، يؤدي بصاحبه إلى تعطيل إدراكه واستيعابه وذاكرته وعجزه عن رعاية نفسه، أي الى إلى الجنون، كما يصيب الشخصية والسلوك بالتفكك والاضطراب ،لذا يمنع المذهون ان تكون له علاقة بالآخرين، وهو لا يعي أنه مريض فهو فاقد الاستبصار، وتأتيه هلوسات وهذاءات
والذهان نوعان : ذهان عضوي وذهان نفسي :
1.الذهان العضوي: وهو مرتبط بتلف في المخ او الضمور في انسجته نتيجة مرض أو حادث، ومن ذلك الذهان الكحولي بسبب إدمان الكحول،والذهان الإنسمامي بسبب إدمان العقاقير، وذهان تصلب شرايين المخ، وذهان زهري الجهاز العصبي المركزي،وذهان الالتهاب السحائي، وذهان الشلل العام ، وكلها اضطرابات عقلية تترتب على امراض عضوية معينة ذاتية المنشأ أو سببها التلوث الجرثومي، وذهان النفاس والذهان الحملي ويحدثان خلال الحمل أو عند الولادة، وذهان الحمى، وذهان المجاعات بسبب الاضطرابات الغذائية، وذهان اضطرابات الغدد الصماء وذهان الاضطرابات الأيضية.
2. الذهان النفسي: اي ان منشأه امراض الفُصام والهذاء والهوس. ومن أنماطه ذهان الاكتئاب والذهان التفاعلي ، وذهان المواقف وذهان سن اليأس والمسمى بالذهان الانتكاسي.والمذهون النفسي تتناقص صلته بالعالم الواقعي حتى أنه يعيش في دنيا خاصة به وكأنه يحلم ، وفي الحالات الشديدة قد يشمل التدهور كل الشخصية.
وقد أجريت العديد من الدراسات حول الذهان فتبين ما يلي:
1. إن الإناث المصابات بذهان الهوس الاكتئابي والذهان الانتكاسي وذهان الشيخوخة أكثر عدداً من الذكور.
2. نسبة إصابة المتعلمين والأذكياء والموهوبين أكثر من غيرهم.
3. احتمالات الإصابة به بين المتزوجين أقل منها بين غير المتزوجين أو الأرامل أو المطلقات.
4. إن أهل المدن أكثر اصابة بالذهان من أهل الريف بنسبة الضعف.
5. إن أصحاب المهن الوضيعة والمداخيل المتدنية أكثر إصابة من اصحاب المهن المرموقة والمجتمعات الراقية.
6. لم يتبين أن للاضطرابات الذهنية علاقة بالوراثة، ولكن من المحتمل أن للجينات المتحولة Mutant genes وظروف البيئة الاولى علاقة ما .
7. تزيد نسبة الاصابة بالذهان في المجتمعات المتحضرة والصناعية عنها في غيرها من المجتمعات .
أعراض الذهان :
1. اضطراب النشاط الحركي، فإما يبدو على المريض البطء والجمود والحركات الشاذة، وإما يبدو عليه زيادة في النشاط وعدم الاستقرار والهياج والتخريب.
2. تأخر الوظائف العقلية،اضطراب التفكير فتظهر غير مترابطة مشتتة. وتتشكل الاوهام مثل اوهام العظمة او الاضطهاد أو الإثم أو الإنعدام. ويظهر اضطراب الفهم بشدة، واضطراب الذاكرة والإدراك مع وجود هلوسات بأنواعها
البصرية والسمعية والشمية والذوقية واللمسية والجنسية. ويلاحظ اضطراب الكلام وعدم تماسكه وترابطه ولا منطقيته،واضطراب مجراه فقد يكون سريعاً أو بطيئاً أو متقطعاً، واضطراب محتواه حتى ليصبح في بعض الأحيان وكأنه
لغة جديدة خاصة. وأحيانا يكون هناك انفصال كامل عن الواقع. وعدم استبصار المريض بمرضه يجعله لا يسعى للعلاج ولا يتعاون معه وقد يرفضه.3. اضطراب الانفعال: فيبدو على المريض التوتر والتبلد وعدم الثبات الانفعالي والتناقض الوجداني والخوف والقلق ومشاعر الذنب الحادة. وقد تراود المريض فكرة الانتحار .
4. اضطراب السلوك بشكل واضح فيبدو شاذاً نمطياً انسحابياً، واكتساب عادات وتقاليد وسلوك تختلف وتبتعد عن طبيعة الفرد.
اسباب الذهان :
1.الاستعداد الوراثي المُهَيّأ إذا توافرت العوامل البيئية المسببة للذهان .
2. العوامل العصبية والأمراض مثل التهاب وجروح وأورام المخ، والجهاز العصبي المركزي والزهري والتسمم وأمراض الأوعية الدموية والدماغ كالنزيف وتصلب الشرايين.
3. الصراعات النفسية والإحباطات والتوترات النفسية الشديدة ، وانهيار وسائل الدفاع النفسي أمام هذه الصراعات والاحباطات .
4. الصدمات النفسية المبكرة والمشاكل الانفعالية في الطفولة.
5. الاضطرابات الاجتماعية وانعدام الأمن وأساليب التنشئة الخاطئة في الأسرة مثل الرفض والتسلط والحماية الزائدة.
علاج الذهان :
الذهان مرض خطير، ولا يمكن معالجته إلا داخل مستشفى الامراض النفسية والعصبية. وفي الحالات المبكرة فإن الامل بالتحسن كبير ، الا أن النكسات محتملة، وفي حال تأخر العلاج فالتدهور والنكسات هي النيجة، إذ أن الذهان
يتلف المخ، وتعتبر الذهانات الفصامية والهذائية أكثر أنواع الذهانات النفسية مقاومة للعلاج .
وساتحدث ان شاء الرحمن في مشاركتي التالية عن أشهر انواع الذهان
1.الذهان الإكتئابي Depressive Psychosis
هو اضطراب انفعالي حاد يتسم المريض به بسوداوية المزاج، ويرى حياته سلسلة متواصلة من الفشل ويشعر باليأس. يعتزل الناس ويهيم في منزله قلقاً لا يستقر على حال ويسير متهالكاً منحنياً.ويظن ان الناس يتآمرون عليه ليقتلوه او يتخلصوا منه، ويكتسي وجهه بقناع جامد من الحزن محملقاً في اللاشيء لساعات ولا يحادث أحداً، وقد يحدث العكس فيصرخ ويهيج. وتنقطع شهيته للطعام ويعزف عنه تماماً ويتناقص وزنه سريعاً. وربما يهمل نفسه ومظهره فلا يهتم بنظافته وتسريح شعره وحلاقة ذقنه، ولا يشعر ياية رغبة جنسية.ينام اول الليل ثم يصحو مؤرقاً يفكر في الانتحار وقد يحاوله فعلاً وينجح في ذلك.
وتتسم طفولة الشخص المصاب بذهان اكتئابي بعلاقات تفاعلية صادمة، بمعنى أنه يكون قد تعرض لمواقف جعلته يشعر وكأنه منبوذ عاطفياً وغير مرغوب فيه، ويقابل من المحيطين به بالصدود. وتستمر معه هذه الافكار وتنمو معه الى أن يتخطى فترة المراهقة فتهتز صورته عن نفسه ويتولد لديه شعور بأنه عديم القيمة، وتعمل الصدمات العاطفية في الكبر على ترسيخ هذا الشعور. وكل فشل يواجهه هو بمثابة دليل بالنسبة له على انه إنسان فاشل عديم القيمة.
ولايتم علاج المريض بالذهان الاكتئابي إلا بإدخاله المستشفى، لمنعه من محاولات الإنتحار وإعطائه أدوية مضادة للإكتئاب وأحياناً جلسات كهربائية، أو يتم علاجه بالصدمة الكهربائية التشنجية. بالإضافة إلى العلاج النفسي لاحقاً مع إرشاد الأهل والمحيطين به عندما يحين موعد خروجه من المستشفى في كيفية التعامل معه وتهيئة الجو الاسري والنفسي المناسبين له.
2.الذهان الإنتكاسي:Involutional Psychosis
وهو ما يسمى ايضاً بذهان سن اليأس، أي أنه يحصل في سن معينة وهي الفترة التي تقل فيها الحيوية والقدرات الفكرية والجنسية لدى الشخص. وهي عند النساء بين الأربعين والخامسة والخمسين، وعند الرجال بين الخمسين والخامسة والستين، ولكن نسبة الاصابة به عند النساء اعلى قليلاً منه لدى الرجال.
أعراض الذهان الانتكاسي الأولي:
عدم الاستقرار والأرق والقلق الزائد والبكاء في نوبات، فإذا زادت الاعراض فإن المريض يكتئب ويظهر عليه الخوف والترقب، وقد يتهم نفسه بأخطاء ارتكبها ويلوم نفسه على أشياء حدثت له في الماضي، وقد يصاب من جراء ذلك بيأس شديد ويكاد يمزق شفتيه باسنانه او يقطع شعر راسه. وقد يهدد بالإنتحار او يحاوله. ويظن أن مرضاً عضالا يفتك به تكفيراً عما ارتكب .
وغالباً ما يكون لشخصية المريض بالذهان الإنتكاسي قبل أن يصاب به طابع قهري، فهو عادة من النوع الجامد محدود العلاقات والاهتمامات الاجتماعية شديد التدقيق والالتزام بالاصول والشكليات . وتعرف المرأة بشدة غيرتها وكثرة شكوكها وهي غالبا باردة جنسياً .
قد تطول فترة العلاج ولكن الأمل دائماً موجود وبنسبة مرتفعة.
3.ذهان الشيخوخة (الملانخوليا) Senile Psychosis
هو عبارة عن تدهور نفسي خطير تبدأ أعراضه مع سن الستين أو نحوها . يتميز بوضوح بتدهور في وظائف المخ وشطط في تصرفات المريض، كعدم الثقة في نفسه أو في المحيطين به، واختلال ميزان الحكم على الظروف وعدم القدرة على وزن الامور بشكل سوي، وتدهور قوة الذاكرة أحياناً وضعفها وقلة الاحتفاظ بالذكريات وأحداث الماضي ، وعدم القدرة على التكيف بدقة مع الظروف التي تحيط به، وعدم تناسب سلوكه مع رد الفعل الواجب لهذه الظروف. ومن الجائز أن تهتز عواطف المريض وتتغير شخصيته المعروفة قبلا إلى شخصية أخرى مختلفة تماماً عن شخصيته الاولى . وقد يظهر ذلك أحياناً في صورة فظيعة تستحق الرثاء والعطف. وقد لا تظهر كل هذه الاعراض بدرجة واحدة في وقت واحد .
وبرغم ان هذا النوع من العته يمكن ان يحدث في حالات مَرَضية، وأن الصورة المَرَضية للأعراض يمكن أن تختلف من حالة لأخرى معتمدة في هذا على نوع شخصية المريض السابقة وسِنه وأسباب اخرى مثل مكان المرض ومعدل سرعة تغير حالة المريض عند حدوث العته،ورغم كل ذلك فإنه يلاحظ أن التغير الأساسي يكون واضحاً في تبلد احاسيس المريض، وان تدهور قواه العقلية يظهر بجلاء في عدم إمكانية وزن الامور بميزانها الصحيح وسوء تقديره للزمان والمكان ، ولا يمكنه التحقق من الأماكن التي يريد ارتيادها أو ارتادها في الماضي. والميل للإنطواء والإنزواء والبعد عن الآخرين، التعب والوهن الجسدي والنفسي، الوساوس والهواجس التي تنتابه، الخوف والهلع، الشعور بتأنيب الضمير، التفكير بالإنتحار، الى جانب اصابته باعراض عضوية مثل الإسهال أو الإمساك.
ويزداد استعداد المريض إلى الانفعال لأتفه الأسباب، ويتحول تدريجياً إلى شخص آخر مهمل في ملبسه ومظهره ونظافته، وربما يحاول أن يستعرض جسده وعضلاته وحتى أعضاءه الجنسية، ويمكن بشكل أو بآخر الاّ تنكشف هذه العلة إلا بعد فوات الاوان.كما يلازمه شعور بالإضطهاد ويتخيل ما لا وجود له مثل أن يكون مجرما والشرطة تطارده، أو أن من حوله يكرهونه ويدبرون له أمراً في الخفاء.
إن المصاب بمرض ذهان الشيخوخة نهايته الجنون إن لم يقتل نفسه، وإن كتب له الشفاء فسيصاب حتماً بالهوس.
الذهان الكحولي Alcholic Psychosis
قد يؤدي التعاطي المزمن للكحول إلى الاصابة بالاضطرابات الذهانية ومنها التسمم الباثولجي الذي يصاب منه المتعاطي بالتشوش الذهني وسوء التوجه والتهيج والهلوسات والهذاءات والأضاليل الحسية والقلق والإكتئاب وقد يعنف سلوكه حتى ليقدم على الإنتحار أو يقتل ويسطو ويغتصب. وقد تستمر هذه الأعراض لدقائق أو تطول ليوم أو أكثر ويعقبها نوم طويل يصحو منه المريض فاقداً الذاكرة لما جرى خلال النوبة.
وقد يأخذ الذهان الكحولي شكل ما يسمى بالهلاس الحاد وأبرز أعراضه الهلوسات السمعية .
الهذاء Paranoya
هو حالة مرضية ذهنية تتميز باعتتقاد باطل راسخ يتشبث به المريض بالرغم من سخافته وقيام الادلة الموضوعية على عدم صوابه.وتتسم هذاءات المريض بالمنطق،لكنه منطق لا يقوم على أساس صحيح.
ويجب التفريق بين الهذاء كمرض وبين السلوك الهذائي الذي يتسم بالعناد والتمسك الزائد بالآراء وعدم الاعتراف بالخطأ والغرور وإرجاع الفشل إلى تدخل الآخرين. كما يجب التفريق بين الهذاء وبين الفُصام الهذائي، فالمريض بالهذاء لا ينفصل عن الواقع، لكنه يفسره طبقاً لآرائه، لكن مريض الفصام الهذائي تكون اوهامه غريبة شاذة منفصلة عن الواقع.
أيضاً هنك فرق بين مريض الهذاء وبين المهووس، فالاول تكون أوهامه منظمة ومؤكدة وأفكاره ثابتة ودائمة ويكون قلقاً. أما المهووس فتكون اوهامه عابرة وافكاره محلّقة ويكون صاخبا متهيجاً غير مستقر.
أعراض الهذاء:
المريض بالهذاء يشك دائما في نوايا الآخرين ويرتاب في دوافعهم، ويعتقد دائماً أن الناس لا يقومون بتقديم خدماتهم أو مساعداتهم إلا لغاية في انفسهم، فتنصرف عنه الناس، عندئذ تزداد شكوكه فيهم وتقوى عنده مشاعر الحقد والغضب عليهم، فهو يرى نفسه ضحية لتآمرهم عليه. وبمرور الوقت تتحول حالته إلى هذاء اضطهادي، فيعزو ما لديه من اختراعات وهمية وما أصابها من إخفاق إلى مضطهديه وكارهي الخير.
وهو يضخم الأمور، ويتصرف بشكل عداوني فيلجأ إلى الإسقاط، اي بدلاً من ان يعلن كرهه ما يقول إن الآخر هو الذي يكرهه.وهو لا يؤمن بالصداقة فهو دائم الشك ، ومن يتودد إليه خاسر ، لأنه سيعتبر تودده فخاً يريد الآخر أن يوقعه فيه .
أنواع الهذاء :
1. هذاء الإضطهاد: كأن يعتقد المريض ان الناس من حوله يتآمرون عليه ويريدون إلحاق الأذى عن عمد.
2.هذاء العظمة : كأن يعتقد المريض أنه شخصية بالغة الأهمية أو النفوذ.
3. هذاء توهم المرض : كأن يعتقد المريض أنه مصاب بمرض عضال رغم كل التحاليل والفحوصات التي تثبت له عكس ذلك.
هذاء التلميح: والهمس والغمز ممن حوله، إذ يتوهم أن كل ذلك موجه ضده بنية سيئة، مما يدفعه إلى إعتزال الناس.
4. الهذاء السوداوي: يعتقد المريض في هذه الحالة أن مصائب الناس والكوارث البيئية والحروب، كلها حدثت بسببه، أي أنه يشعر بالذنب والإثم، لذا يرى أنه يستحق أي عقاب ينزل به.
وبالعودة إلى طفولة الشخص المصاب بالهذاء ، فإننا نرى أنه يتسم بالوحدة والعزلة الاجتماعية وقلة الاصدقاء وعدم القدرة على تبادل الثقة والتقلب الانفعالي وعدم الأمن والشك والعناد، والتبرم والعصبية والحزن. وكلما اقترب الطفل من سن الشباب تزداد السمات التي كان يتسم بها في طفولت لتصل الى حدود الأنانية والمبالغة في تصور الأمور وتعقيدها والتذمر والعدوان كما تزداد لديه مشاعر الاضطهاد أو العظمة.
وفي سنوات الرشد تتضح سمات شخصيته اكثر فنرى الهذائي شخص متزمت، لا يتسامح في النقد والملاحظة، ويستخف بالآخرين .
أسباب الهذاء :
1. اضطراب الجو الأسري وسيادة التسلطية ونقص كفاءة عملية التنشئة الاجتماعية.
2. اضطراب نمو الشخصية قبل المرض وعدم نضجها .
3. الصراع النفسي بين رغبات الفرد في اشباع دوافعه وخوفه من الفشل في إشباعها لتعارضها مع المعايير الاجتماعية والمثل العليا .
4. الإحباط والفشل والإخفاق في معظم مجالات التوافق الاجتماعي والانفعالي في الحياة ، والذل والشعور بالنقص وجرح الأنا .
5. المشاكل الجنسية وسوء التوافق الجنسي، والعنوسة وتأخر الزواج والحرمان الجنسي.
علاج الهذاء :
من الممكن علاج المريض بالهذاء طبياً، وأكثر ما يعتمد عليه هو العلاج بالصدمات الكهربائية، والغاية تخفيف حدة قلق المريض، وحاولة العمل على تخليصه من الأوهام المسيطرة عليه، وجعله أكثر طواعية، إلا انه لا امل في شفائه تماما.
النهك العصبي Neurasthenia
هو إنهيار الجسم والعقل الذي فيهما يعمل الجهاز العصبي.
تنشأ عوارض النهك العصبي إثر التفاعل مع الضغوط والضجر والخيبة، على أن البعض يكون أكثر عرضة له من البعض الآخر. واشارت الدراسات إلى أن الشخص النحيل الطويل العظام الوتري القوام يكون أكثر حساسية وأكثر قابلية للإصابة بالهواجس والاضطراب العصبي والقلق،بينما الشخص العضلي أكثر عرضة لتقلب المزاج وجيشان العاطفة والقيام بتصرفات مناهضة للحياة الاجتماعية. وهو يصيب الرجال والنساء على السواء .كما أن بعض الحِِرَف والمهن تسبب الضغوط وبخاصة تلك الأعمال الروتينية التي تثير الضجر ومع ذلك تتطلب الدقة والتركيز المتواصل. إلا أن الأعمال التي تتطلب المجازفة والمخاطرة كالجندية اوالجيش أو الإطفائية تبقي صاحبها بعيدا عن النهك العصبي، بل يتميز العامل في إحدى هذه المهن بقدرة عالية على التكيف مع الضغط ومجابهته بعزم .
وهناك حالات معينة تعجل في بعث الشعور بالاعياء والخمول اللذين يشكلان السمة المميزة للنهك العصبي، مثل فقد عزيز او مرض شديد.
عوارض النهك العصبي:
1. العوارض النفسية: الشعور بالضيق والتبرم وتدهور الروح المعنوية والتشاؤم، الشعور بالإحباط وضعف الطموح والشعور بالنقص والضعف والعجز، القلق العابرالمصحوب بالتوتر وعدم الاستقرار، تشتت الإنتباه وضعف القدرة على التركيز، وضعف الذاكرة، وعدم القدرة على مواصلة التفكير في موضوع معين ، الإستغراق في أحلام اليقظة، سرعة التهيج والغضب وعدم تحمل الضجيج والاصوات العالية، الاكتئاب والهم، الحساسية والانفعالية الزائدة، القابلية الشديدة للإستثارة، ضعف العزيمة والإرادة،فتور الهمة وضعف الحماس وعدم الرغبة في العمل وعدم القدرة على إتمام ما يبدأ في انجازه، عدم القدرة على تحمل المسؤوليات ، التردد وعدم القدرة على إتخاذ القرارات ، الهروب من مواجهة المشاكل وحلها ، الارتياب في الناس،السلبية، التمركز حول الذات، فتور النشاط الاجتماعي ، الاعتماد على الغير ، سوء التوافق المهني، وتوهم المرض.
2. الأعراض الجسدية : إرهاق وانحطاط في القوى، الإجهاد والاعياء لأقل مجهود، الخمول والكسل ونقص الحيوية والنشاط والضعف الصحي والعصبي والنفسي، ضعف الشهية وعسر الهضم والإمساك، هبوط ضغط الدم وتسارع نبضات القلب وشحوب الوجه،صداع متكرر، ضيق نفس، آلام الظهر واضطراب النوم والكوابيس، التعب عند الاستيقاظ من النوم، الضعف الجنسي عند الرجال واضطراب العادة الشهرية عند النساء.
الشخصية قبل الاصابة بالمرض :
تتسم الشخصية قبل الإصابة بالنهك العصبي بالسمات التالية: قلة الكلام وقلة العمل ، التهرب من المسؤولية، استمرار الشكوى، التشاؤم، الشعور العام بعدم الرضا، الإنطواء والميل إلى العزلة،الشعور بعدم الأمن والرفض والإحباط الإنفعالي، الإتكالية والحاجة إلى الدعم والمساندة.
أسباب النهك العصبي:
1. الصراع النفسي نتيجة تضارب الرغبات، الإحباط المتكرر وعدم اشباع حاجات الفرد، الفشل والحرمان واليأس والشعور بالنقص، الاضطرابات الإنفعالية العنيفة الطويلة، محاولة مقاومة العدائية المكبوتة.
2. النمو المضطرب للشخصية، عدم ضبط النفس، عدم وجود خطة وهدف للحياة،ضعف الثقة في النفس وسهولة الإيحاء والإستهواء،نقص الميول والإهتمامات.
3. الإضطرابات الأسرية والإنهيار الأسري وأساليب التربية الخاطئة، وجود اضطراب مماثل لدى أحد الوالدين أو الأشقاء واكتساب وتعلم الأعراض منه،ضعف الروح الاجتماعية وسوء التوافق الاجتماعي.
4. العمل الشاق المرهق تحت الضغط المصحوب بالقلق والمجهود الكبير المرهق الذي يستنفذ الطاقة العصبية ويعوق الإسترخاء ويحول دون الإستمتاع بالحياة.
5. ضغوط ومطالب الحياة ومشاكلها وعدم الاستعداد لمواجهتها والضغوط النفسية المتعلقة بالإهانات والخضوع والحروب
6. التكوين الجسمي، حيث أن ذوي التكوين الجسمي النحيف الواهن يتصفون بشدة حساسية الجهاز العصبي أكثر من سواهم .
7.الكبت الجنسي والسموم الجنسية والانحرافات الجنسية المفرطة والصراعات الجنسية والإفراط في ممارسة العادة السرية والشعور بالإثم، حسب رأي فرويد.
فوائد النهك العصبي:
من "أهداف وفوائد "النهك العصبي للمريض :
1. لفت الأنظار إليه واسترعاء الإنتباه.
2.الفوز بالعطف والتعاطف والاهتمام من الآخرين .
الحصول على الدعم النفسي وإشباع دافع الاعتماد على الآخرين دون المساس بالكرامة الشخصية.
4. تلقِّي الإعجاب لما يبذله المريض من جهود فوق طاقته كشخص مريض ضعيف الاعصاب مرهق القوى ، والنظر إليه كبطل مناضل.
علاج النهك العصبي:
هناك طرق متعددة لمعالجة المريض بالنهك العصبي، منها:
1. على المريض أن يسعى إلى مداهنة الخيبة والتحايل عليها.
2. إيجاد هواية محببة الى نفسه تشغل وقته.
3. ضرورة استمتاعه بالعطلة (الأجازة) التي يحصل عليها فتهدىء من أعصابه وتلطِّف مزاجه.
4. العلاج الطبي الذي يعتمد على استخدام المنشطات والمقويات والمهدئات مع الاهتمام بالراحة والنوم.
5.العلاج النفسي عبر التحليل النفسي وتقوية زتأكيد الثقة بالنفس ومساعدة المريض على فهم إمكاناته ، مع الإهتمام بتنمية وتطوير شخصيته نحو النضج.
6. العلاج الاجتماعي : تحسين الظروف الاجتماعية والتوافق الأسري، مع الاهتمام بالعلاج البيئي والاهتمام بالتوجيه المهني .
الخجل shame
هو حالة معقدة تشتمل على إحساس سلبي بالذات او إحساس بالنقص، أو الدونية. يجد صاحبها صعوبة في التركيز على ما يجري من حوله، وبالتالي يصبح عاجزاً عن إقامة علاقات مع زملائه ورفاقه ومعظم منَ حوله، لذا، فهو يعاني من الوحدة. وقد يفضي به الأمر إلى الشعور بالرهبة والخوف من طرح الاسئلة خوفاً من الصد. وما التوتر والارتباك وصعوبة التركيز إلا إشارات واضحة من عدة إشارات أخرى تدل على تمكُّّن الحياء من الشخص.
العوارض:
للخجل اعراض سلوكية واعراض جسدية واعراض انفعالية داخلية .
أ.اعراض سلوكية وتشمل:
1. قلة التحدث والكلام بحضور الغرباء.
2. النظر دائما لأي شيء عدا من يتحدث معه.
3. تجنب لقاء الغرباء أو الأفراد غير المعروفين له.
4. مشاعر ضيق عند الاضطرار للبدء بالحديث أولا.
5.عدم القدرة على الحديث والتكلم في المناسبات الاجتماعية والشعور بالإحراج الشديد إذا تم تكليفه بذلك.
6. التردد الشديد في التطوع لأداء مهام فردية أو اجتماعية (أي مع الآخرين).
ب. أعراض جسدية تشمل:
1. زيادة النبض، إحمرار الوجه،الإرتباك،التوتر،
2. مشاكل وآلام في المعدة.
3. رطوبة وعرق زائد في اليدين والكفين.
4. دقات قلب قوية.
5. جفاف في الفم والحلق.
6. الارتجاف والارتعاش اللاإرادي.
ج. أعراض انفعالية داخلية (مشاعر نفسية داخلية) وتشمل:
1. الشعور والتركيز على النفس.
2. الشعور بالإحراج.
3. الشعور بعدم الأمان.
4. محاولة البقاء بعيدا عن الأضواء.
5. الشعور بالنقص.
أسباب الخجل :
اسباب الخجل عديدة منها وراثية،بيئية، تربوية، إذ يتعود الطفل على الإنزواء كلما زار اهله أحد ما ويخاف من مقابلة الناس. وهناك أسباب صحية مثل نقص التغذية عند الحامل أو إصابتها باضطرابات نفسية تترك أثرها على الجهاز العصبي للجنين. كما أن الخجل يمكن أن ينبع من تجارب اجتماعية،ويخامر المرءشعور شديد بالذات وكأن الدنيا كلها تنظر اليه. وهو يخاف من تقييم الآخرين السلبي، فإن جرى تقييمه بشكل سلبي ، يشعر عندها بعدم الكفاءة ويتحول هذا الشعور إلى خجل يطول أمره. وهذا الخجل موقف ذهني.
والشخص الخجول لا يختار الخطوات الجريئة، ويؤثر خطاه المترددة الجبانه، فيقوم بعمله دون ثقة، ما ينم عن شخصية ضعيفة كما أنه لا يمكن أن يقوم بالمبادرة في أمر يتطلب منه ذلك، أما المجازفة فلا يقربها.
وهناك وسائل متعددة للتغلب على الخجل منها:
1. عدم انتقاد تصرفات الشخص الخجول أمام الآخرين أو وصفه بأية صفة سلبية أمام أي كان .
2. على الشخص الخجول أن يتعلم فن الإسترخاء، فمن حسناته أنه يهدىء الاضطراب ويقلل من تسارع دقات القلب وتضرج الخدين.
3. تدريب النفس على مقابلة ومواجهة الآخرين والتحدث اليهم بشجاعة.
4. على الأهل عدم القلق الزائد المبالغ فيه على اطفالهم كي لا ينشأوا على عدم الاختلاط وتفضيل الإنطواء .
5. عدم ثناء الاهل ومدحهم لشقيق الطفل الخجول امامه، فذلك يضعف ثقته بنفسه ويسبب له الحرج والخجل.
6. تعويد الطفل على الاندماج في المجتمع واختلاطه بالآخرين
7.عدم القسوة على الطفل ل